بعد انجاز “صفقة” تفويت أحد أهم الفضاءات الخضراء والمتعلقة بفضاء “غابة سندباد” بالدار البيضاء لصالح بعض الشركات المحظوظة في بناء وتسويق العقار الراقي، في مقابل تخصيص جزء محدود فقط من الغابة لفائدة أولئك الخواص، لإنشاء والإشراف على حديقة ترفيهية للأطفال، ظل جزء مهم من الغابة غير مفوت لكنه ظل ممنوعا عن الساكنة، في إطار من الغموض ربما في انتظار الفرصة لتفويته مستقبلا، وهو ملك يتداخل فيه الملك الخاص للدولة والملك الخاص لجماعة الدارالبيضاء. وإذا كانت الصفقة الظالمة التي حرمت ساكنة الدار البيضاء من متنفس ايكولوجي وترفيهي كما كان من قبل، وفرضت أمرا واقعا سيئا لم يتحدث عنها لا المجلس الأعلى للحسابات ولا غيره، فإن البيضاويين وأطفالهم في حاجة الى الاستفادة من الجزء غير المفوت من غابة سندباد كمكان ايكولوجي وترفيهي عمومي لفائدة ساكنة الدارالبيضاء، لأن الساكنة البيضاوية هي في أمس الحاجة إليه بعد الإجهاز بدون وجه حق على الفضاءات الخضراء.
ويذكر أن صفقة التفويت المشئومة، تمت في سنة 2011 في الوقت الذي كان المجتمع بإسره مشغولا بوضع الدستور الجديد، وقد أشرف على توقيع اتفاقيته كل من الوالي السابق للدارالبيضاء محمد بوسعيد، الذي أصبح فيما بعد وزيرا للاقتصاد والمالية، ليتم طرده وإقالته فيما بعد من الوزارة، ومحمد ساجد رئيس جماعة الدارالبيضاء آنذاك، ونصت بنود الاتفاقية على بناء إقامات تضم شققا سكنية من طابقين، “تاون هاوس”، وفنادق ومحلات تجارية، من طرف “كونسورسيوم”، يضم شركتين عقاريتين نافدتين هما شركة “صوميد” وشركة “أليانس”، قيل أنه فاز بطلب العروض الذي أعلنت عنه “اللجنة الجهوية للاستثمار”، لتهيئة وتجهيز حديقة الألعاب “سندباد” وكذلك تهيئة وتطوير وتسويق الموقع الذي يشتمل على فنادق وإقامات ومحلات تجارية على مساحة 26,5 هكتار، في أفق أن تمتد المساحة إلى 32 هكتار، خصصت منها 200 ألف متر مربع للبناء.
إن مجمل الفضاء الأخضر لغابة سندباد، وموقعه الجميل والرائع قرب شاطئ عين الدئاب، كان ينبغي تخصيصه بالكامل كمتنزه ترفيهي للبيضاويين،نظرا للحاجة الماسة، وافتقاد ساكنة الدارالبيضاء وأطفالهم لمتنزه طبيعي بالخصائص المتميزة كما هو الشأن بالنسبة لغابة سندباد.
وعلى كل حال، فإنه عندما تسيج الفضاءات الخضراء المحاطة بالإقامات السكنية الخاصة، فإنها تصبح ملكا خاصا لأصحابها، وليس لعموم الساكنة والمواطنين، الذين عليهم أن لا يتعدوا حدود سياج تلك الإقامات الخاصة.
إنها آفة الدار البيضاء، تلك التي تلتهم فيها إقامات الإسمنت والشركات النافدة بمساعدة بعض المسؤولين، المساحات الخضراء الجميلة، ويلتهم معها حتى حقوق الأطفال في اللعب الترفيه وحق الاستجمام والترفيه للعائلات.
فهل يتم فتح الجزء غير المفوت من غابة سندباد لفائدة ساكنة الدارالبيضاء وأطفالهم كمكان ايكولوجي وترفيهي عمومي مفتوح.