أصبح موضوع الحديث عن النظافة بالدارالبيضاء، من المواضيع المستهلكة، بما أن المسؤولين عن العاصمة الاقتصادية متقاعسين عن القيام بواجبهم، سواء سلطات محلية أو مؤسسات منتخبة المتمثلة في مجلس الجماعة الحضرية للدار البيضاء. هذا المجلس الذي لا يعرف إلا لغة خشبية فيما يخص النظافة، خاصة أن النائب المكلف بالنظافة غائب جدا، ونخاف أن يصرح غدا أو بعد غد بأنهلا يعرف أي شي عن النظافة شبيه زميله المكلف بالنقل الحضري.
تجاذبنا أطراف الحديث مع عدد من زوار العاصمة الاقتصادية، هم مغاربة، جاؤول لقضاء فترة عطلتهم الصيفية والقيام بالتبضع وزيارة المناطق المهمة بالمدينة ثم المآثر التاريخية، لكن فوجيئ الجميع بالمستوى المتدني للنظافة.
إحدى السيدات صرحت لنا بشكل استغرابي، هل هذه هي مدينة الدارالبيضاء؟، هل هذه هي أكبر مدينة بالمغرب؟، ليتضح من خلال كلامها بأنها استفزتها الروائح الكريهة بالقرب من أكبر فندق بالدارالبيضاء وسط المدينة، وبشارع هوفيت بوانيي، حيث جبال من النفايات التي تترك روائح كريهة، كذلك الشأن بالنسبة لمنطقة الأحباس والمناطق المجاورة، حيث يوجد عدد كبير من القيساريات التي يزورها المواطنون سواء البيضاويون أو زوار المدينة، بمعنى أنه أصبح من الواجب على الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة أن تتحرك للقيام بواجبها، أو أن تنسحب لتترك المجال لشركات أخرى تعوضها يوم الجمعة الماضي ونحن نمر من ساحة الأممالمتحدة وعلى مقربة من الفندق الكبير وبالدرج المؤدي إلى الممر تحت أرضي (الكرة الأرضية ركام من الأزبال في كل الأماكن، الباعة الجائلون وأصحاب الحلاقة من النساء الإفريقيات جنوب الصحراء، فقد صرحن لنا بأنهن أصبحن مريضات بفعل هذه الروائح الكريهة، وأنهن مهما يكن الأمر فيبقين إنسان، وبهذه المناسبة يلتمسن من المسؤولين تنظيف هذه المنطقة التي تعتبر واجهة سياحية مهمة بالنسبة للزوار المغاربة والأجانب.
أما الكارثة الكبرى والتي خلقت مشاكل صحية كثيرة للسكان، هي الأكوام من الأزبال التي تحولت إلى جبال حقيقية للنفايات والتي تهدد بالانهيار على الطريق الرئيسية، وأن مادة الليكسيفيا لازالت منتشرة، ولازالت تؤثر على صحة المواطنين، وفي الوقت الذي وجب على المسؤولين إيجاد حل جذري لمشكل المطرح العمومي في أقرب وقت ممكن، فإن الأشغال به تعرف تباطؤا ملحوظا، وفي كل تأخير يمكن أن يزيد في اختناق الدارالبيضاء.
لقد مر أزيد من شهر على التوقيع النهائي للاتفاقية وفق دفتر تحملات جديد، ووفق شروط قد يصعب تحقيقها مع هذه الشركة المفوض لها تدبير العمالات التي تتوفر على المآثر التاريخية والمراكز التجارية الكبرى التي يحج إليها المواطنون من كل حدب وصوب. فإلى متى تبقى أكبر مدينة في المغرب متسخة ولا يطالها يد التنظيف؟؟.
لذلك فالجميع من زوار مغاربة وأجانب يستنكر هذه الوضعية المتأزمة، وضعية مقلقة.