للسنة الثانية على التوالي تحرم الجماعة الحضرية بمدينة الدارالبيضاء عددا كبير من جمعيات المجتمع المدني من تنظيم مجموعة من الأنشطة المتعلقة بالنظافة. وحسب رئيس الجمعية دأبت جمعيته على تنظيم عددا من الأنشطة المتعلقة بالنظافة منها القيام بحملات تحسيسية على مستوى التجمعات السكنية خاصة في شهر الصيام حيث تكثر النفايات المنزلية، والقيام بحملات نظافة الأحياء بشراكة مع الشركة المكلفة بتدبير قطاع النظافة كما هو الشأن بالنسبة لسيدي البرنوصي أو الحي الحسني، وأضاف رئيس الجمعية بأن المسؤولية تتحملها الجماعة التي لازالت تعتمد على النظام المؤقت بالنسبة للنظافة وهو الأمر الذي لا يقبله لا العقل ولا المنطق، بل إن رئيس الجماعة ومرافقه صاحب الدارالبيضاء والنائب المفوض له تدبير قطاع النظافة وشركة التنمية المحلية هؤلاء يجب محاسبتهم والضرب بأيدي من حديد عليهم لأنهم عادوا بأكبر مدينة بالمغرب إلى ما يزيد عن مائة سنة إلى الوراء.
شابة تتطوع دائما في عمليات النظافة بالبرنوصي صرحت بن العمليات التي كانت تقوم بها الجمعية، كانت تمر في ظروف جيدة جدا، وقد افتقدنا العمليات التحسيسية لمدة سنتين متتاليتن، مسترسلة بأن ما نعيشه بأحيائنا يدعو إلى القلق والحزن، لأنه من العيب والعار أن نعيش وسط ركامات من الأزبال والنفايات، وحتى الشاحنات التي تمر بين الفينة والأخرى فإنها في حالة مهترئة مخلفة وراءها الروائح الكريهة من جراء عصير المياه التي تنتشر على طول الشوارع والأزقة التي تمر منها الشاحنات.
مستشار من مقاطعة سيدي عثمان التي ينتمي إليها النائب المفوض له قطاع النظافة صرح لنا بأن الحالة التي وصلت إليها معاناة الساكنة مع قلة النظافة لم تشهدا المنطقة منذ أمد بعيد، ويوجه لومه إلى زميل له الذي كان إلى وقت قريب هو المسؤول الأول عن المقاطعة، بمعنى أنه كان يجب عليه إعطاء الاهتمام والعناية بالساكنة التي يمثلها، لكن همه الوحيد حاليا هو الحملات الانتخابية قبل أوانها عوض الانكباب على الحلول الجذرية لأزمة النظافة.
وقد أجمع عدد كبير من الشباب والشابات على أن الجماعة حرمتهم من تنظيم أنشطة خاصة بحملات النظافة، على الرغم حسب أحد العارفين بأن المشكل سيظل قائما بما أن مشكل المطرح لا زال مطروحا بحدة، وطالب الشباب الذين التقيناهم في عدد من الشوارع والأزقة بكل من البرنوصي والحي الحسني وسيدي عثمان من السلطات الوصية التدخل العاجل لإنقاذ المدينة من كارثة بيئية حقيقية، علما بأن الشركة المكلفة بتدبير قطاع النظافة كانت مستعدة لتسطير برنامج خاص برمضان، لكن في انتظار التوقيع على الاتفاقية ما بين الجماعة والشركتين الفائزتين بالصفقة فإن سكان العاصمة الاقتصادية سيعيشون أزمة إضافية أخرى في ظل هذه الأزمة الخانقة.