سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمم المتحدة تتفهم والرباط تتأسف وخبير في العلاقات الدولية يحلل خلفيات استقالة هورست كوهلر من مهمة الوساطة الاممية في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية
استقالة مفاجئة لهورست كوهلر من مهمة الوساطة الاممية في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية * العلم/ رشيد زمهوط
بشكل مفاجىء و دون مقدمات أعلنت الأممالمتحدة قبل منتصف ليلة أمس الخميس أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، السيد هورست كوهلر، استقال اليوم الأربعاء من منصبه لدواع صحية.
وذكر المتحدث باسم انطونيو غيتريس، في بيان، أن «الأمين العام للأمم المتحدة التقى أمس الاربعاء بالسيد كوهلر الذي أبلغه بقرار الاستقالة لدواع صحية».
ذات المصدر أكد أن غيتريس أعرب عن «أسفه البالغ لهذه الاستقالة لكنه قال إنه يتفهمها تماما»، معربا عن «أطيب متمنياته للمبعوث الشخصي».
وزارة الخارجية والتعاون الدولي تفاعلت بسرعة مع قرار تنحي كوهلر حيث أعربت في بيان لها عن أسفها لاستقالة كوهلر ، معربة عن امتنان المغرب للمجهودات التي بذلها منذ توليه هذه المهمة في غشت 2017، والتي قادها بفعالية وحرفية.
البيان جدد التأكيد على دعم المغرب لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء، والتزام المغرب المتواصل من أجل التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم، يقوم على التوافق في إطار مبادرة الحكم الذاتي.
ويعتبر الرئيس الاتحادي السابق لألمانيا الاتحادية هورست كوهلر سابع دبلوماسي يتولى مهمة الوساطة الاممية في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بموجب تفويض أممي لانجاح الجهود السياسية لايجاد حل سياسي للملف الشائك حيث لم تتجاوز الفترة الزمنية لتوليه مهمة الوساطة الاممية سقف الثلاث سنوات على غرار جل سابقيه.
أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس الدكتور فؤاد فرحاوي يعتبر في تصريح خص به العلم أن استقالة هورست كوهلر تعد خسارة للأمم المتحدة لكونه أولا شخصية سياسية تمتاز بقدرة كبيرة على التفاوض حول ملفات شائكة، أهلته لأن يتولى منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء المغربية مبرزا أن ما ميز مساره خلال توليه لهذه المهمة هو نجاحه في أن يجمع الأطراف المعنية للتفاوض بعد جمود للعملية استمر لسنوات.
الدكتور فرحاوي يبرز أن كوهلر كان يرغب في الإسهام في حل أزمة طال أمدها، لكن مهمته تزامنت أيضا مع سياق سياسي واستراتيجي يتسم بتصاعد الخلاف الغربي الروسي حول العديد من الملفات الدولية، ربما تلقي ببعض من ظلالها على تقدير المواقف في غرب حوض المتوسط، بما فيها المقاربات المطروحة حول ملف الصحراء المغربية.
وعلى العموم يستطرد خبير العلاقات الدولية يمكن القول أن الأطراف المعنية ملزمة سياسيا بمواصلة المفاوضات، لاسيما أن الظروف الإقليمية لا تسمح بغير ذلك، والأكيد أن المغرب سيرحب بمن سيخلف كوهلر في إطار الضوابط الأخلاقية والقانونية والسياسية التي تفرضها مهمة الوساطة.
ملحق:
دبلوماسيون تعاقبوا على مهمة الوساطة الاممية في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية
-1 جوهانس مانس
دبلوماسي سويسري، عينه الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويلار ممثلا له خاصا بقضية الصحراء المغربية بتاريخ 29 أبريل 1990 وظل في هذه المهمة حتى دجنبر 1991.
2- صاحب زاده يعقوب خان
دبلوماسي باكستاني، شغل منصب سفير لبلاده في بلدان مثل الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي (سابقا)، كما قام بأدوار كبيرة في الإشراف على السياسة الخارجية لبلاده خاصة أثناء توليه وزارة الخارجية.
عينه الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة المصري بطرس غالي في مارس 1992 ممثلا له خاصا بقضية الصحراء المغربية، وانتهت مهمته في غشت 1994.
3- إيريك جينسن
عينه بطرس غالي ممثلا خاصا بالنيابة من 1994 وحتى 1997، لكنه لم يستطع حلحلة مواقف الطرفين، وإن كانت فترته شهدت بداية عملية «تحديد الهوية». أصدر كتابا عن قضية الصحراء صدر عام 2005 بعنوان: «الصحراء الغربية: تشريح المأزق».
4- جيمس بيكر
ولد في 28 أبريل 1930 في هيوستن بولاية تكساس بأميركا، وتولى مناصب رفيعة في الإدارة الأميركية ما بين 1981-1993 توّجها بتوليه وزارة الخارجية.
عينه الأمين العام السابق الغاني كوفي عنان عام 1997 ممثلا له خاصا بقضية الصحراء، حيث قدم خطة تسوية للنزاع أقرها مجلس الأمن الدولي بقراره رقم 1429 الصادر في 30 يوليو 2002.
وتقضي الخطة بإرساء حكم ذاتي في الصحراء مع بقائها تحت الحكم المغربي- مدة خمس سنوات، ثم ينتهي بتنظيم استفتاء.
وقد فشلت هذه الخطة في تسوية القضية، وكانت نقطة الخلاف الرئيسية هي من يحق لهم التصويت في الاستفتاء، وما المعايير التي تعتمد لتحديدهم.
جيمس بيكر تستقال من مهمته في الربع الأول من عام 2004.
5- بيتر فان فالسوم
دبلوماسي هولندي، ولد في 25 يونيو 1934 في روتردام بهولندا، وعمل خلال الفترة 1963-2001 في وظائف رفيعة بالخارجية الهولندية منها رئيس البعثة الدائمة لبلاده في الأممالمتحدة.
عينه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ممثلا له خاصا بقضية الصحراء بتاريخ يناير 2005. وقد تميزت مهمة فالسوم بتنظيمه عام 2007 بالولاياتالمتحدة جولات محادثات لأول مرة بين طرفي الأزمة: المغرب والبوليساريو، لكنها لم تفض إلى نتائج ملموسة .
وفي نهاية مهمته، قال فالسوم في أبريل 2008 أمام أعضاء مجلس الامن الدولي إن خيار الاستقلال الذي تطالب به البوليساريو «خيار غير واقعي»، وإن خيار استفتاء تقرير المصير الذي طُرح سابقا «أمر تجاوزه الزمن».
وبينما وصف المغرب تصريح فالسوم ب»الموقف الشجاع»، انتقدته جبهة البوليساريو معتبرة أنه يمثل «انحيازا للمغرب فيما هاجمته الجزائر بقوة .
6- كريستوفر روس
دبلوماسي أميركي، ولد في 3 مارس 1943، وعمل سفيرا لبلاده في كل من الجزائر وسوريا، وعينه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ممثلا له خاصا بقضية الصحراء في يناير 2009.
قررت الحكومة المغربية في 17 ماي 2012 سحب الثقة من روس معتبرة أنه سلك أسلوبا غير متوازن ومنحاز بخصوص النزاع، وذلك إثر تضمينه أحد تقاريره اتهاما للمغرب ب»تعقيد عمل» البعثة الأممية.
الجفاء بين الرباط وروس استمر عدة أشهر، وانتهى بعودة الدفء بين الجانبين حيث واصل روس لقاءاته بأطراف الأزمة.
في مارس 2017، قدم روس استقالته من منصبه في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غيتريس ليجتاز بذلك أكبر فترة بمهمة الوساطة الاممية ( 8 سنوات ).
6- هورست كوهلر
تم تعيينه من طرف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غيتريس خلفا لكريستوفر روس بفاتح غشت 2017 وذلك عقب تحفظ المغرب على وساطة روس بسبب انحيازه لجبهة البوليساريو، وفشله في تقديم مبادرات نوعية قادرة على تقريب وجهات نظر أطراف النزاع .
أخذ على عاتقه، منذ توليه مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ، إعادة أطراف النزاع المفتعل إلى طاولة المفاوضات بعد ست سنوات من التوقف، واقترح في هذا الإطار صيغة جديدة للمباحثات غير المباشرة، والتي جمعت في إطار مائدة مستديرة بجنيف و تحت شعار بناء الثقة والبحث عن حلول في إطار قرارات مجلس الأمن ذات الصلة كلا من المغرب والجزائر وموريتانيا، على مستوى وزراء الخارجية، بالإضافة إلى منتخبين يمثلون سكان الاقاليم الجنوبية للمملكة وممثلين عن جبهة البوليساريو.