أعلنت فرنسا نيتها التفاوض مع «حركة الشباب المجاهدين» في الصومال، التي تحتجز رهينتين يعملان في المخابرات الفرنسية. ومن جهتها قالت مصادر أمنية صومالية إن جميع الاتصالات بين السلطات الصومالية والمسلحين قطعت . يأتي كل ذلك بعد يوم من إعلان «حركة الشباب» عن نيتها محاكمة الرهينتين بتهمتي التجسس والتآمر على الإسلام. وقال كلود غيان، مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، "إننا أعلنا وبوضوح للجماعة التي يعتقد أنها تحتجز مواطنينا الاثنين، أننا سنكون على استعداد للتحدث معهم ونحن ننتظر الرد". وأوضح في حديث لإذاعة أوروبا1 ، أنه على الرغم من أنه يتم تبادل الرسائل مع «حركة الشباب» الصومالية، إلا أنه لم يتم الاتصال بهم بعد. وأعرب عن اعتقاده أن الحديث عن محاكمة الرهينتين "غير جدي". وقال غيان إن الحكومة الفرنسية تلقت معلومات تفيد بأن الرجلين -اللذين وصفا بأنهما "مستشارين" في الأمور الأمنية -ما زالا على قيد الحياة، مضيفا "نعتقد أنهما يتلقيان معاملة حسنة". من جهة أخرى، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أمني صومالي رفيع المستوى، أن جميع الاتصالات بين السلطات الصومالية والمسلحين , الذين يحتجزون عميلي المخابرات الفرنسية، قطعت الأحد الماضي. وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، "يبدو أن آمال التفاوض للإفراج عن الرهينتين الفرنسيين تضاءلت لأن جميع الاتصالات مع الخاطفين انقطعت حاليا ، والحكومة تجهل مكان الرجلين" المخطوفين. من جانبه، قال محمد أدن، المسؤول في شرطة مقديشيو، إن جميع الجهود للاتصال بالخاطفين، "وصلت إلى نهايتها". وأوضح "لم نعد نملك معلومات عن الرهينتين، ونعتقد أنهما لم يعودا في مقديشيو، ووصلت كافة الجهود للاتصال بالخاطفين إلى نهايتها بسبب قرار الخاطفين إحالة الرهينتين على محكمة إسلامية". وكانت « حركة الشباب» أعلنت، السبت الفائت، أن عميلي المخابرات الفرنسية، اللذين خطفا ، الثلاثاء الماضي، في مقديشيو ، ستتم محاكمتهما وفق إحكام الشريعة الإسلامية ، بتهمة التجسس والتآمر على الإسلام. وحسب السلطات الصومالية، فإن الخاطفين نقلوهما إلى مكان "بعيد" عن العاصمة الصومالية. وأفادت بعض وسائل الإعلام الفرنسية بأنه من المحتمل أن تكون عملية الاختطاف قد تمت انتقاما من أنشطة الجيش الفرنسي ضد القراصنة العاملين قبالة السواحل الصومالية، كما أنه من المحتمل أن يكون الخاطفون يرغبون في تبادل الرجلين بالقراصنة المحتجزين لدى فرنسا. وكان مسلحون مجهولون قد اختطفوا ثلاثة من عمال الإغاثة الأجانب من بلدة مانديرا الكينية ، على الحدود مع الصومال. ونفت «جماعة الشباب المجاهدين» أن يكون لها دور في الهجوم ، وتعهدت بتعقب المسلحين المسؤولين. يذكر أنه يتم خطف أجانب بانتظام في الصومال، البلد الذي يشهد حربا أهلية منذ 1991 ، وذلك بهدف المطالبة بدفع فديات إجمالا. وغالبا ما تستهدف عمليات الخطف الصحفيين والعاملين في المنظمات الفرنسية.