استهل الخطيب خطبة الجمعة بحضور الملك محمد السادس نصره الله بالتذكير بأن الماء يعد من النعم العظمى، التي أنعم الله بها على عباده والتي تستوجب الشكر الدائم بالمحافظة عليها، مبرزا أن الماء يعد ينبوع الحياة وسر الوجود، وروح الحضارة وعاملا جوهريا لكل نشاط اقتصادي، ويشكل حجر الزاوية لكل تنمية اجتماعية واقتصادية للبلاد. الا أنه لا يزال معمل قصب السكر بالقصيبية التابع لنفود عمالة سيدي سليمان لا زال يطرح مشكل افساد جودة الثروة المائية بحدة يوما بعد يوم، حيث لم ترد الدوائر المسؤولة إيجاد حلول مناسبة لهذه الظاهرة التي تزدادا تفاقما، حيث تؤدي تلك البقايا الناتجة عن مخلفات قصب السكر المطروحة في برك مائية مجاورة للساكنة والتي تطرح بشكل عشوائي بواد بهث، إلى تدهور المجال الطبيعي والبيئي، كما يمتد تهديد التلوث الناتج عن النفايات المذكورة، إلى الفرشة المائية وبخاصة أثناء تهاطل الأمطار، مما ينعكس ذلك على الجانب الصحي للسكان المجاورين لمكان تدفق النفايات خاصة الذين يستعملون مياه الآبار.
وبالإضافة إلى التأثيرات السلبية لهذه الآفة على التوازن البيئي برمته، تضيف منظمة السلام المغربية للمواطنة وحقوق الانسان بأنه يمتد تأثير تلك النفايات كذلك إلى صحة الإنسان، حيث تنبعث من مكان تواجد مخلفات وبقايا قصب السكر، روائح كريهة جراء تلك المياه الملوثة المعرضة لأشعة الشمس خاصة أثناء ارتفاع درجات الحرارة، حيث تخنق روائحها الآسنة ساكنة الدواوير المجاورة وبخاصة أولاد اوجيه واولاد امبارك والدواوير الأخرى المجاورة له.
..ولم يقف هذا الأمر عند هذا الحد، بل امتدت آثار وحدة هذا التلوث لتخترق أجساد الأطفال، حيث تشكل تلك المياه الملوثة مجالا خصبا لتكاثر وتزايد كل أنواع وأصناف الحشرات والجراثيم التي تضر بصحة الإنسان.
كما أن هذا المعمل أصبح يهدد الثروة السمكية والحيوانية، بجماعة عامر الشمالية كذلك.
أمام هذا الوضع البيئي الجد الخطير، تدق المنظمة ناقوس الخطر وتطالب الوزارة الوصية على قطاع البيئة ووالي جهة الرباطسلاالقنيطرة بالتدخل العاجل، وذلك من أجل معالجة هذا المشكل الكارثي مع ضرورة التزام إدارة معمل كوسومار القصيبية بحماية البيئة الإنسانية والمحافظة عليها من خطر التلوث كما هو متعارف عليه دوليا وحسب بروتوكولات كاب 22، والتي أمست من ضمن الأشياء التي تهم البشرية جمعاء؛ وهنا لا بد من بذل مزيد من الجهود قصد تفادي الأخطار المحدقة بها والسيطرة على ما يحيط بها من عوامل التدهور وذلك انسجاما والتوصيات المتفرعة عن الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة.