مازال مشكل نفايات تصنيع الحليب بالمدينة يطرح نفسه بحدة يوما بعد يوم، حيث لم تستطع الدوائر المسؤولة عن هذه الوحدة الصناعية إيجاد حلول مناسبة لهذه الظاهرة التي تزدادا تفاقما، حيث تؤدي تلك البقايا الناتجة عن مخلفات الحليب - بعد عملية تصفيته ذ المطروحة في مصارف مائية معدة أساسا لتصريف الفائض من مياه السقي، إلى تدهور المجال الطبيعي والبيئي، كما يمتد تهديد التلوث الناتج عن النفايات المذكورة، إلى الفرشة المائية وبخاصة أثناء تهاطل الأمطار، مما ينعكس ذلك على الجانب الصحي للسكان المجاورين لمكان تدفق النفايات خاصة الذين يستعملون مياه الآبار. وبالإضافة إلى التأثيرات السلبية لهذه الآفة على التوازن البيئي برمته( تلوث الفرشة المائية والغطاء النباتي) ، يمتد تأثير تلك النفايات كذلك إلى صحة الإنسان، حيث تنبعث من مكان تواجد مخلفات وبقايا الحليب، روائح كريهة جراء تلك المياه الملوثة المعرضة لأشعة الشمس خاصة أثناء ارتفاع درجات الحرارة، حيث تخنق روائحها الآسنة ساكنة الأحياء المجاورة وبخاصة حي الياسمين والأحياء الأخرى المجاورة له...ولم يقف هذا الأمر عند هذا الحد، بل امتدت آثار وحدة هذا التلوث لتخترق أحياء أخرى كحي الفراغة وحي نزهة 1 و 2 ، حيث تشكل تلك المياه الملوثة مجالا خصبا لتكاثر وتزايد كل ،وأنواع وأصناف الحشرات والجراثيم التي تضر بصة الإنسان. يذكر أن مشكل نفايات مركز الحليب بالفقيه بن صالح، كان من ضمن النقط المدرجة في جدول أعمال المجلس الإقليمي للعمالة في دورة استثنائية ترأسها والي جهة تادلة أزيلال محمد دردوري في الآونة الأخير، حيث تدخل المستشار الاتحادي وعضو المجلس الإقليمي لذات العمالة الأخ ميلودي رايف، فأبرز الانعكاسات الخطيرة لهذه الآفة على صحة المواطنين وبخاصة ضمن فئة الأطفال جراء إصابتهم تبأمراض العيون، وأمراض جلدية خطيرة مصاحبة لهذا المرض الأخير، مذكرا فيت نفس السياق أيضا أن المجلس الحضري للفقيه بن صالح، سبق له وأن اتخذ في مناسبات عدة تمقررات تقضيت بالإسراع بإيجاد حلول آنية لهذا المشكل البيئي القديم الجديد، والذي يزداد استفحالا يوما عن يوم، وذلك عبر تكثيف الاتصال بمسؤولي مركز الحليب بتحميلهم مسؤولية وتداعيات هذا المشكل الخطير الذي لم يجد طريقه إلى التفعيل والحل، لتبقى الأمور على ماهي عليه الآن ... ؟ هذا، وبعد نقاش مستفيض في هذه النقطة، من خلال استحضار تداعياتها وتجلياتها، وكذا آثارها الوخيمة على صحة المواطنين والمحيط البيئي بعامة، تدخل والي جهة تادلة أزيلال، بعد إحاطته بهذه الظاهرة البيئية، فتعهد بحل هذه الإشكالية خلال أسبوع ... ترى، هل ستتحمل الإدارة المسؤولة عن هذه الوحدة الصناعية مسؤوليتها كاملة، أم تعتبر نفسها فوق القانون، متحدية في ذلك الجميع بمن فيهم المجتمع المدني، المجلس الحضري، الولاية و و... ، وكذا القوانين والأعراف، والتوصيات المتفرعة عن الأيام الدراسية حول هذا الموضوع ، بالرغم من المراسلات العديدة والوقفات الاحتجاجية لجمعيات المجتمع المدني ؟؟.