عادت ظاهرة نبش القبور واستخراج الجثث للتحقيق في وفاتها من طرف السلطات المختصة الى الواجهة لتخلق الحدث بتراب جماعة ابن احمد التابعة ترابيا لإقليم سطات، حيث اهتزت الساكنة ليلة أمس الأربعاء 17 أبريل الجاري على وقع واقعة إخراج جثة امرأة ثلاثينية لم يمر على دفنها بمقبرة بويا لحسن إلا أياما قليلة بعد أن أجريت لها عملية جراحية بإحدى المصحات بالدار البيضاء على إثر إصابتها بمرض مزمن (اللوزتين الحاد) الذي كان سببا في وفاتها. هذا الحدث أو المشهد الغريب والمؤثر الذي تجمهرت حوله حشود غفيرة من ساكنة المنطقة بعد عملية إخراج الجثة من القبر بتعليمات من الوكيل العام للملك انتشر كالنار في الهشيم واستأثر باهتمام الرأي العام خاصة بعد شيوع خبر يتعلق بإخراج امرأة حية من القبر كانت تعيش حياة أخرى داخل التابوت، الشيء الذي خلق ارتباكا وترقبا ورعبا لدى ساكنة جماعة ابن أحمد وضواحيها، بل استنفر مختلف السلطات المحلية وعناصر الأمن التي حلت بعين المكان للقيام بواجبها في نقل جثة الهالكة الى مستودع حفظ الأموات بالمستشفى المحلي لابن أحمد من أجل عرضها على الطب الشرعي الذي أكد وبشكل نهائي حسب مصادرنا على أنها فارقت الحياة بالفعل منذ إقرار حالة الوفاة أي قبل دفنها بأسبوع تقريبا.
وتعود تفاصيل هذه القضية التي أسالت الكثير من المداد حسب المصادر ذاتها الى مساء يوم أمس الأربعاء 17 أبريل الجاري عندما كان مجموعة من التلاميذ يمرون بجوار المقبرة المذكورة حيث توهم البعض منهم على أن هناك أنينا وأصواتا نابعة من قبر السيدة المتوفاة الشيء الذي جعلهم ينقلون الخبر الى عائلة الهالكة التي أخبرت بدورها السلطات المحلية للمطالبة بإعادة إخراج الجثة من القبر قصد التحقيق من وفاتها، وبعد الاستشارة مع النيابة العامة أصدرت أمرا فوريا بالانتقال الى عين المكان من أجل التنسيق مع السلطات المعنية للقيام بالمتعين.
والغريب في الأمر أن جثة الهالكة رغم مرور أسبوع تقريبا على دفنها لم تتعرض للتحلل وبدت وكأنها دفنت لأول مرة الشيء الذي حير كل من عاين هذا المشهد المؤثر عن قرب و الذي لاكت في شأنه الألسن عدة روايات استفاقت عليها ساكنة الجماعة الترابية ابن أحمد.
هذا وقد علمنا أنه تمت إعادة الجثة من جديد إلى قبرها صباح يوم الخميس 18 أبريل الجاري بأمر من النيابة العامة المختصة بعد التحقق من وفاتها وسط تعزيزات أمنية وتساؤلات الحاضرين والمواطنين الذين رجحوا أن يكون الهدف من هذا الفعل الغريب يتعلق بالإشاعة والتبليغ الكاذبين بغية العبث بحرمة القبور.