لازال مسلسل فواجع انهيارات آبار الفحم ( الساندريات ) مستمرا ، حيث لقي يوم الجمعة الأخير الشاب العيد أوشين المزداد في 13/7/1983 و المنحدر من مدينة العيونالشرقية مصرعه في بئر من بين عشرات آبار الفحم بحاسي بلال التي يستغلها ما يقارب 1400 عامل حسب إحصائيات تقريبية ، بعدما كان يعمل رفقة عاملين آخرين نجيا من موت محقق حسب ما حكاه أحد الناجين ، و هو ينهمر بالبكاء أمام الذين حضروا لمعاينة الحادث من نساء و رجال و أطفال من سكان حاسي بلال ( لحسن لعبرت من مواليد 30/06/1961 أب ل 8 أطفال ) حيث ردد بنبرات حزينة على ما جرى :" ما ترشونيش بالماء خليوني غير نمشي فحالي ... " فيما لم يتمكن الناجي الثاني ( مجيد معيزي من مواليد سنة 1989 ) من القدرة على حكي ما جرى جراء الصدمة التي كانت تسيطر عليه بعد صعوده من البئر... و تجدر الإشارة إلى أن هذه هي الضحية الأولى بعد مناقشة إبرام اتفاقية في اجتماع ضم عدة جهات معنية و بعض ممثلي عمال آبار الفحم في اجتماع عقد بتاريخ 07/05/2009 بمقر عمالة إقليم جرادة ، وهو الموضوع الذي تطرقت له جريدة " العلم " بتاريخ 27/05/2009 ، الإتفاق الذي تمخض عن مسيرة سلمية نظمت من طرف عمال آبار الفحم مؤازرين بمعطلين و طلبة في اتجاه وجدة إثر وفاة عامل آخر وقتذاك . والسؤال الذي يبقى مطروحا حول إمكانية تفعيل مضامين الإتفاقية المذكورة أم أن الفواجع من هذا القبيل التي أصبحت تعد بالعشرات منذ إغلاق مناجم الفحم نهائيا سنة 2001 في غياب بدائل اقتصادية لذات المنجم من الممكن أن تمتص بطالة جيوش العاطلين بين الوقت و الآخر لا مفر منها ...