عادت عاصمة الشاوية لتشهد من جديد انتشارا واضحا للنفايات المنزلية في بعض الأزقة والشوارع، مما يؤثر سلبا على صورة وجمالية المدينة، ويعطي نظرة سلبية عن قطاع النظافة الذي يتقاضى مسؤوليه أموالا مهمة من المالية العمومية.
وقد أصبحت أكواما من النفايات والأزبال تؤثث محيط بعض المؤسسات التعليمية ملحقة أضرارا بالتلاميذ والساكنة القريبة منها، حيث تعم الروائح الكريهة المكان متسببة في خنق أنفاس الأطر التربوية والإدارية والتلاميذ بالإضافة إلى السكان الذين ذاقوا درعا من مشكل تسلل الحشرات الضارة الناقلة للميكروبات إلى منازلهم وحجرات درس المؤسسات التعليمية، مما يعبر بجلاء عن تقاعس المجلس في القيام بمهامه وبالتالي المساهمة في تأزيم هذه الوضعية..
هذا وقد سبق لمجموعة من المواطنين رفع شكايات في هذا الشأن إلى من بيدهم الأمر إضافة إلى طرحها عبر تغريدات من طرف رواد الفضاء الأزرق، وذلك من أجل لفت الانتباه إلى ظاهرة الانتشار الملفت للأزبال مطالبين مصالح الجماعة الترابية بالتدخل العاجل لضمان جمع النفايات بشكل يومي وتنقية الفضاءات التي تعد صورة من صور الالتفات إلى مؤسسات التربية والتكوين بالمدينة.
وإذا كانت لا تفصلنا عن شهر رمضان الأبرك وفصل الصيف المعروف بارتفاع درجة الحرارة إلا شهورا قليلة، فان الضرورة تتطلب التفكير في توفير حاويات أزبال إضافية لكون المتوفرة أصبحت لا تستوعب كمية النفايات المنزلية التي يتخلص منها المواطنون بالرغم من وجود حاويات تحت أرضية التي جرى الاتفاق عليها بين المجلس والشركة في تجربة أولى على مستوى عدة نقط محظوظة بالمدينة ذات تكلفة مالية مهمة، ليبقى سوء توزيع الحاويات المتوفرة ووضعيتها المهترئة وعدم معرفة توقيت مرور الشاحنات وتراكم الأزبال هي السمة التي تطبع قطاع النظافة حسب ما تفضل به مجموعة من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين في تصاريح متفرقة للجريدة والذين عبروا عن تذمرهم واستيائهم من مستوى الخدمات المقدمة في هذا الشأن، إذ حكموا على تدبير القطاع بالفشل لكونه غير منظم في التوقيت مقارنة بالوضع السابق عندما كان قطاع النظافة تحت تدبير وتسيير المجلس البلدي مسجلين انقطاع التواصل بين الشركة وفعاليات المجتمع المدني، باستثناء بعض الحملات التي ينظمها المجلس بين الفينة والأخرى والتي تشارك فيها بعض الفعاليات وتنخرط فيها بمبادرة شخصية منها.
ويذكر أن تدبير النفايات يدخل في إطار التدبير المفوض المرتبط بصفة خاضعة لدفتر التحملات الذي يتضمن عدة التزامات تخص الشركة والجماعة الترابية، مما يحتم على هذه الأخيرة تفعيل دورها في المراقبة خاصة أن الفعاليات الجمعوية المتحدثة أكدت على أن العمال الذين يعملون ما في وسعهم من أجل أداء واجبهم المهني في أحسن الظروف غير مستفيدين من الوسائل الوقائية ومعدات السلامة الجسدية، ناهيك عن وجود حاويات قليلة ومهترئة بعضها مربوط بأسلاك وحبال لا يستوعب كمية النفايات التي تتخلص منها الساكنة، إنها بعض المظاهر المشينة التي باتت تشوه بعض الأزقة والشوارع الرئيسية عامة، وتقض مضجع المواطنين فما رأي المسؤولين يا ترى؟.