لا توجد في قاموس ثيزوروس الضخم شتيمة يمكن أن تنصف بحق وكالة الحدود البريطانية ووزير الحدود والهجرة فيل وولاس. لذلك دعنا نتفق أن وضع قواعد جديدة لمنع الفنانين من زيارة هذا البلد وإثراء ثقافتنا هي من القواعد الأكثر انحطاطا التي يمكن أن يضعها بلد ما. كنت قبل أسابيع كتبت تعليقا عن المعاملة السيئة والمشينة التي تعرضت لها المغنية الكندية أليسن كرو واثنان من أعضاء فرقتها في مطار غاتويك. فقد تم أخذ بصماتهم، واحتجازهم في زنازن، قبل إعادتهم إلى بلدهم بموجب القوانين الجديدة التي ترغم الفنانين على المرور بإجراءات مكلفة وطويلة للحصول على تأشيرة الدخول إلى بريطانيا، ثم بعد ذلك فرض قيود على تحركاتهم أثناء تواجدهم هنا. واليوم جاءتنا أخبار من مهرجان ليدبري الشعري المقام حاليا في مدينة ليدبري، أن ثلاثة من الشعراء الذين كان مقررا أن يشاركوا فيه قد منعوا من الدخول إلى بريطانيا. لا يوجد مثال أكثر تحطيما لمعنويات المرء من هذه النازلة، حيث الهوس الحكومي المرضي بالهجرة بات يجهز على الحياة الفنية للبلد. فقد تم منع الشاعرة الإندونيسية دوروثي روزا هيرلياني من الدخول إلى بريطانيا والمشاركة في المهرجان بحجة التشكيك في نوايا دخولها، وذلك رغم صيتها الأدبي في إندونيسيا ورصيدها الفكري والشعري هناك (نشرت ثمانية دوايين شعرية لحد الآن)،كما تم منع الشاعرين المغربيين حسن نجمي ووداد بنموسى الذين كان المهرجان على موعد معهما يوم 11 يوليوز الجاري في حفل متميز بعنوان"الشعر على مائدة مغربية". سيمون ستيفن، المسؤول الصحفي عن المهرجان تحدث عن الرصيد الأدبي والفكري للشاعرين المغربيين قائلا ان حسن نجمي نشر أربعة دواوين شعرية، وروايتين، وكتابين نقديين. كما شغل منصب رئيس اتحاد كتاب المغرب في الفترة ما بين 1998 و2005، وهو الآن مدير الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الثقافة بالمغرب. أما الشاعرة وداد بنموسى فنشرت ديوانيين شعريين: "بين غيمتين"،سنة2006، و"لي جذر في الهواء" ،سنة2001. كلا الشاعرين تم الزج بهما في مسار عبثي من طرف الشركة الموكلة بطلبات التأشيرات، وذلك بشكل يشعر بالخجل كل غيور على سمعة بريطانيا في الخارج. ثم إنها لمفارقة لاذعة أن مارغريت أوبانك وصموئيل شمعون (اللذين كانا سيستضيفان الشاعرين) سوف لن يحتاجا كمواطنين بريطانيين أية تأشيرة للدخول إلى المغرب خلال هذا الصيف للمشاركة في المهرجان الأدبي الذي دُعيا لحضوره. يضيف ستيفن، المسؤول الصحفي قائلا: "يشبه الأمر إقامتك لحفل عشاء، ثم اكتشافك المفاجىء أن هناك حارسا (فيدور) على الباب يمنع الضيوف من الدخول." جون بلاكويل، رئيس منظمة الحملة الوطنية للفنون NCA أرسل لي هذا التعليق عبر البريد الإلكتروني: "لقد صدمني ما حدث في ليدبري. نحن بذلنا في المنظمة جهدا كبيرا، وصرفنا وقتا طويلا لإقناع وزارة الداخلية المرة تلو الأخرى وبالتفصيل الممل أن الفنون ذات طابع كوني، وتعتمد كثيرا على تبادل الفنانين لتغذية الحاجة الروحية الضرورية لاستمرار الشعوب. فتعطيل أنشطة ثقافية جديرة بالاحترام وذات طابع سلمي من طرف أجهزة بيروقراطية بليدة وغير ملائمة هو فشل ذريع للقيم والكفاءة. نريد أن نسمع رد وزير الحدود والهجرة وولاس، أو رئيسه ألن جونسون. فقد حان الوقت لرفع هذه القيود البليدة والسخيفة. ولمن يرغب في الاتصال بوولاس، هذا عنوانه ورقم هاتفه كما هو مثبت في موقعه http://www.philwoolasmp.org/contact.html الذي يمكنكم أيضا مراسلته إلكترونيا من خلاله. العنوان: Church Lane, Oldham, OL1 3A. UK 11 الهاتف: 0161 624 4248 أرجو أن يجد الجميع الوقت للتعبير عن مشاعر إدانته.