قال المجلس الأعلى للحسابات الذي أنجز أخيرا، مهمة لمراقبة التسيير بالمجمع الشريف للفوسفاط، إنه نظرا لحساسية الجوانب التي تناولتها المهمة وطبيعة المعطيات التي تم استعمالها، والتي يمكن أن يؤدي نشرها إلى الإضرار بمصالح المجمع، وعلى غرار الممارسات السائدة على الصعيد الدولي والمعتمدة لدى الأجهزة العليا للمراقبة قرر المجلس الاكتفاء بنشر خلاصة التقرير المتعلق بهذه المهمة. وأكد المجلس ذاته في هذه الخلاصة، أن المجمع الشريف للفوسفاط يشغل أكثر من 20000 عامل وحقق رقم معاملات عادل 48,5 مليار درهم خلال سنة 2017 وساهم بذلك بنسبة 17% من صادرات المغرب و18% من احتياط العملة الصعبة. ويتكون رقم المعاملات المذكور الذي تم تحقيق أغلبه مع الخارج من 19% من مبيعات الفوسفاط الخام و24% من مبيعات الحامض الفوسفوري و57 % من مبيعات الأسمدة الفوسفاطية. وحقق المجمع خلال نفس السنة (2017) 4,6 مليار درهم كنتيجة صافية في حين بلغت استثماراته التشغيلية 11,6 مليار درهم. وتناولت مهمة مراقبة التسيير التي أنجزها المجلس الأعلى للحسابات لدى المجمع الشريف للفوسفاط (OCPSA) النشاط المنجمي، بكل من موقع خريبكة (الذي يضم مناجم لمراح وسيدي شنان وسيدي الضاوي وبني عمير) وموقع الكنتور الذي يضم ابن جرير وبوشان ومزيندة، وانصبت هذه المهمة بشكل خاص على الجوانب بالتخطيط والبرمجة المرتبطة بهذا النشاط وكذلك معالجة الفوسفاط عن طريق الغسل والتعويم، كما تطرقت إلى استخدام وصيانة المعدات المستعملة في الاستغلال المنجمي بالاضافة إلى الجوانب البيئية المتعلقة بهذا النشاط. وأوصى المجلس الأعلى للحسابات المجمع الشريف للفوسفاط بتحسين نظام تخطيط النشاط المنجمي، من خلال إعداد مشاريع الاستغلال طويل الأمد والمشاريع الاستراتيجية لكل موقع ومنجم ، من أجل ترشيد الموارد وتحسين الالتقائية بين مختلف المتدخلين ووضع قاعدة بيانات مشتركة لهذه الوثائق بين المتدخلين المعنيين والمحافظة عليها بطريقة مناسبة، وأكد المجلس على تتبع وقيادة مشاريع توسيع المناجم قيد الاستغلال للتأكد أن مختلف مكونات هذه المشاريع (الدراسات المنجمية، دراسات الموقع والقدرة الانتاجية، اعداد وثائق طلبات العروض لانجاز المنشآت الجديدة وغيرها). والتشديد على تخطيط فتح المناجم الجديدة لاسيما الدراسات المقارنة بين الحقول المحتمل استغلالها والدراسات الجيو منجمية وبرامج المسح الجيولوجي على المدى الطويل والمتوسط. ودعا إلى تحسين طرق الاستخراج واستعمال المعدات لاسيما الجوانب المتعلقة بتحديد العوامل التي تعيق الاستغلال على المدى المتوسط والطويل واليقظة التقنية والتكنولوجية بشأن أفضل الطرق والمعدات المنجمية، وانجاز دراسة الجدوى ومواكبة المواقع والمناجم في الاختبارات التجريبية، وإجراء دراسات حول مدى ملاءمة نسب مردودية وساعات عمل المعدات المنجمية المعتمدة في تحديد القدرة الانتاجية للمناجم ووضع آلية تتبع وبرامج عمل سنوية للتحكم في الفروق بين الكميات المقدرة والمنجزة، وتحديد جدول زمني لتوسيع استعمال آلية تدبير هامش الربح لتشمل موقع الكنتور وتولي القيادة الشهرية والأسبوعية لمصفوفات التصنيع. وبخصوص الأثر البيئي للنشاط المنجمي، يوصي المجلس المجمع ببلورة وتنفيذ خطط طموحة لمعالجة وإعادة تأهيل الأراضي المستغلة من أجل تدارك المساحات المتراكمة في أفق زمني معقول، كما يوصي بالبحث عن حلول ملائمة للتحكم في تنامي مساحات الأحواض المستعملة لتخزين الأوحال الناتجة عن غسل الفوسفاط، بالتركيز خاصة على البحث العلمي إضافة إلى دراسة وتتبع الآثار البيئية لهذه الأحواض.