بالغت السلطات الجزائرية في وضع القيود و العراقيل الادارية في وجه إدارة مصنع " صافولا " لانتاج زيت المائدة بوهران و طالبتها بشروط تعجيزية قبل السماح لها باستئناف دورتها الانتاجية تحت ذريعة أضرار بيئية غير مؤكدة . و كانت العديد من المصادر قد فسرت التصلب الجزائري تجاه مسؤولي المصنع الذي تعود ملكيته لشركة سعودية الى حسابات سياسية تحاول الحكومة الجزائرية تصفيتها مع المملكة السعودية و ممارسة ضغوط إقتصادية عليها لحملها على التراجع عن دعمها للمغرب في عدة مواقف . وكانت جريدة الخبرالجزائرية نقلا عن مصادر "عليمة " قد وصفت قرار غلق مصنع " سافولا " السعودي لزيت المائدة بالجزائر بأنه رد من السلطات الجزائرية على المساهمات السعودية العديدة في صفقات سلاح لصالح المغرب. وقالت نفس المصادر إن الجزائر نقلت، عبر قنوات دبلوماسية، غضبها للسلطات السعودية على تشجيعها المملكة المغربية عسكريا . إلى ذلك يبدو أن الجزائر لا تقبل أن تشرف إدارة مغربية على الوحدة الانتاجية المذكورة ، و تمارس نوعا من التسويف و الابتزاز للترخيص للشركة السعودية بتشييد وحدة جديدة لتكرير السكر باستثمار يناهز 140 مليون دولار أمريكي . يذكر أن شركة " صافولا " السعودية الرائدة في مجال الصناعات الغذائية و التوزيع كانت قد نقلت مشروع وحدة إنتاج الزيوت من نوع " عافية " و " هالا " من المغرب نحو الجزائر في أعقاب خلافات حول شروط المنافسة و التسعير واجهتها بشركة لوسيور المغربية ، وانتهت بحصول هذه الأخيرة على قرار لصالحها في مواجهة منافسة الشركة التي خلقتها منتجات صافولا في السوق المغربي و مكنتها بعد تكسيرها للأسعار المتداولة نهاية سنة 2005 من الاستحواذ على حصة مهمة في السوق الاستهلاكية . و كانت الشركة السعودية قد قررت نقل استثماراتها نحو الجزائر مع الحفاظ على طاقم إدارتها المغربي في أعقاب فشل مفاوضات للمساهمة مع مجموعة إينا التي يملكها الشعبي في تشييد وحدة لتكرير السكر .