يستغرب عدد من الفاعلين في ميدان ألعاب القوى الوطنية كيف أن الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى لم تدرج العداءة منى تبصارت في صفوف المنتخب الوطني لأم الألعاب رغم توفرها على سادس أحسن إنجاز عالمي لهذه السنة في مسابقة 800 متر (1 دقيقة و59 ثانية و8 ج.م) الذي حققته مؤخرا في ملتقى الدارالبيضاء والذي يخول لها التنافس مع أكبر البطلات العالميات في هذا التخصص. وتقول مصادر مقربة من الإدارة التقنية الوطنية إن أياد خفية تحول دون التحاق تبصارت (22 سنة) بالمنتخب الوطني حيث اشترط عليها عضو باللجنة التقنية أن تتخلى عن مدربها الحالي موسى مرزوك الذي وصلت معه إلى هذا المستوى مقابل ولوجها المعهد الوطني لألعاب القوى بالرباط والاستفادة من المنحة التي توفرها اللجنة الأولمبية الوطنية الخاصة بإعداد الرياضيين من مستوى عال... ورغم الإغراء المادي رفضت العداءة الاستغناء عن مدربها مفضلة التدرب خارج المعهد وتحسين مستواها على أن تدخله ويشرف عليها مدرب آخر فيتراجع مستواها كما حدث مع عدائين آخرين وجدوا أنفسهم عرضة للإهمال فما كان عليهم سوى البحث عن آفاق أخرى في جهات أخرى مثلما هو حال العداءين الشقيقين نور الدين وسناء أريري (ينتميان إلى فئة الشبان) اللذان فضلا «الهجرة» إلى السويد وسويسرا بدل البقاء مع المنتخب الوطني لإحساسهما بتراجع مستواهما في مسابقة 800 متر حيث ولجا المعهد بتوقيت جيد ولم يتحسن هذا التوقيت بل تراجع جدا فكان خيارهما المغادرة. وتشترط تبصارت للانضمام إلى منتخب ألعاب القوى استمرار مدربها الحالي في الإشراف عليها. وفي اتصال هاتفي بموسى مرزوك مدرب العداءة منى تبصارت أكد هذا الأخير أنه مستعد للإشراف على عداءته ضمن المنتخب الوطني بدون أي مقابل مادي شريطة أن يواصل بنفسه تدريبها وفق البرنامج الذي سطره لها وأعطى النتائج الجيدة التي حصلت عليها. ويرى متتبعون أن مستقبلا واعدا ينتظر هذه العداءة بالنظر إلى الإمكانيات التي أظهرتها في مختلف الملتقيات الوطنية، وهي الآن تستعد لتحطيم الرقم القياسي لملتقى مدينة طنجة الدولي الذي سيقام بعد غد الأحد، ثم المشاركة في ملتقى «باريس سانت دوني» يوم 17 يوليوز الجاري وملتقى موناكو يوم 28 من نفس الشهر. وتستعد تبصارت لأن تكون خليفة البطلة العالمية حسناء بنحسي المتألقة في مسابقة 800 متر والتي أهدت المغرب عدة ميداليات في المحافل الدولية.