أكدت مصادر تنتمي إلى المعهد الوطني لألعاب القوى أن الأجواء داخل هذا الأخير يسودها الغليان والتوتر نتيجة ممارسات يقوم بها بعض أعضاء اللجنة التقنية التي كلفها رئيس الجامعة عبد السلام أحيزون بالتنسيق وتدبير شؤون الإدارة التقنية الوطنية في انتظار إيجاد مدير تقني يرأسها. ومعلوم أن هذه اللجنة التنسيقية تتكون من أربعة مدربين هم عبد القادر قادة وأيوب المنديلي وعبد الجليل بن الشيخ ومحمد البوهيري موزعين حسب تخصصات السرعة والعدو والقفز والرمي. ومن بين الأمور التي أججت الأوضاع داخل المعهد وخارجه الطريقة التي تم بها اختيار اللائحة التي تمثل المغرب حاليا في الدورة المتوسطية المقامة في مدينة بيسكارا الإيطالية وكذلك لائحة العدائين الذين سيستفيدون من برنامج إعداد رياضيي الصفوة الذي يدخل في إطار المشروع الأولمبي .. حيث عوض الاحتكام إلى الإنجازات والأرقام المسجلة في مختلف التظاهرات الوطنية تم اعتماد منهج المحسوبية والزبونية في انتقاء العدائين «المحظوظين». ويتهم المحتجون عضوي اللجنة التقنية محمد البوهيري وعبد الجليل بن الشيخ باستغلال موقعهما لقضاء حاجاتهما الشخصية مخالفين بذلك تعليمات رئيس الجامعة عبد السلام أحيزون الذي قنن عمل اللجنة وحددها في التنسيق بين الأطر والمدربين والعدائين وتسهيل مأموريتهم مع موافاته بكل الاقتراحات التي يمكنها الرفع من قيمة ألعاب القوى الوطنية.. فبخصوص اللائحة التي توجهت إلى الألعاب المتوسطية أكدت مصادرنا أنها عرفت عدة تغييرات قبل الإعلان عنها نهائيا.. حيث تم إخبار بعض العدائين بأنهم موجودين ضمن اللائحة فإذا بهم يفاجؤون بعدائين آخرين أقل منهم مستوى يحلون محلهم.. كما هو الحال بالنسبة للعداءات والعدائين يامنة حجاجي المتخصصة في الوثب الطولي والقفز العلوي وأمينة المؤذن وحياة الغازي وغاروس المتخصصين في الرمي وعبد الإله عيشوش المتخصص في الوثب ومنى تبصارت صاحبة رابع أحسن توقيت عالمي في مسافة 800 متر بدقيقة و59 ثانية و08 ج.م والتي لا توجد ضمن لائحة المشروع الأولمبي (سنعود لحالة منى تبصارت بالتفصيل في عدد قادم) ، وكل هؤلاء كانت لهم حظوظ في اعتلاء منصة التتويج.. علما أن ممثلي المغرب في دورة بيسكارا في عدة مسابقات ويندرجون ضمن المشروع الأولمبي حققوا نتائج كارثية ولكم في عداءي الوثب الطولي اللذين سجلا نتيجتين يمكن اعتبارهما «فضيحة» حيث حققا رقمين ضعيفين جدا يمكن للعنصر النسوي تحقيقهما وليس الذكور. وما يثير حنق المدربين سواء في المعهد الوطني أو خارجه هو اعتماد البوهيري وبن الشيخ على عدائين جاهزين يسهر على تكوينهم مدربون جهويون آخرون فيتلقفونهم عبر إغرائهم بالمنتخب الوطني وبالمشروع الأولمبي.. وفي الوقت الذي يدخل فيه هؤلاء العداؤون إلى المعهد بأرقام عالية، إذا بهم تتراجع نتائجهم تحت إشراف «صاحبينا» (اللذين بالمناسبة هما إطاران متقاعدان وغير متفرغين لعملهما في اللجنة الوطنية).. واسألوا في هذه الأمور المدربين عيسى عيشوش وحميد أغلال والسيدة فايز الذين كونوا عدة عدائين وتم إلحاقهم بالمعهد فكان التراجع هو مصيرهم. وتشير مصادرنا أن البوهيري وبن الشيخ لم يحققا أية نتائج تذكر مع العداذين الذين أشرفا عليهم على عهد جميع الإدارات التقنية التي مرت في الجامعة سواء مع عزيز داودة أو لحسن صمصم عقا أو مصطفى عوشار أو حتى سعيد عويطة.. من جهة أخرى مازال التذمر واضحا على مجموعة من المدربين في المنتخب الوطني الذين لم يرافقوا عدائيهم إلى دورة بيسكارا خصوصا منهم الذين تدعو الضرورة أن يكونوا إلى جانب هؤلاء العدائين في المسابقات. علما أن بعض التخصصات عرفت مرافقة أكثر من مدرب كما هو الشأن بالنسبة للمسافات المتوسطة سافر مع عدائيها خمسة مدربين دفعة واحدة.. هذا وخلف غياب أعضاء اللجنة التقنية الوطنية بأكملها عن المعهد الوطني لألعاب القوى استياء عميقا لدى المدربين وكذا الأندية فكثرت الشكاوى والاحتجاجات ولا تجد من يحلها.