تحلُّ اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لميلاد جلالة الملك محمد السادس حاملةً معها بشائر كثيرة ترمز إلى عهدٍ جديد مفعم بإرهاصات التطور الذي ينقل المغرب من طور إلى آخر أكثر انفتاحاً على آفاق الديمقراطية وحكم القانون والمؤسسات في إطار الملكية الدستورية التي هي العمود الفقري للحياة السياسية المغربية بقيادة جلالة الملك الذي يبتهج الشعب اليوم بذكرى ميلاده السعيد التي كانت فألاً حسناً ولاتزال تُشيع في النفوس مشاعر البهجة والفرح وتحيي في الضمائر الأمل وتُذكي روح التحدّي للتغلّب على تحديات العقد الأول من الألفية الثالثة. لقد اقترن عيد الشباب في الضمير المغربي وفي الذاكرة الوطنية بالأعمال الكبرى وبالإنجازات المتميزة منذ بداية عهد الاستقلال وانطلاق مشروع طريق الوحدة، وعبر المسيرة الطويلة التي قطعها المغرب طوال السنوات الاثنتين والخمسين من الاستقلال، وإلى هذه المرحلة الجديدة التي بدأت باعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أجداده الذي اختار أن يكون عيد ميلاده السعيد مناسبة لانطلاق الأوراش الكبرى التي تحقق للمغرب النهضة والتقدم والازدهار وتدفع بقاطرة التنمية الشاملة المستدامة إلى الأمام. فعيد الشباب في عهد جلالة الملك محمد السادس، هو عيد الأمل والفرح والتفاؤل، وعيد لتجديد الولاء والارتباط الوثيق بين الشعب والعرش، ومرحلة جديدة على طريق بناء الوطن ونمائه وصناعة المستقبل بالإرادة الوطنية الملتفة حول ملك البلاد رمز السيادة الوطنية وضامن سلامة الدولة المغربية. فهذه المناسبة حدثٌ سعيدٌ ينطوي على دلالات حضارية ورموز وطنية، ويجسّد طموح الشعب نحو الأفضل والأسعد والأكثر نفعاً للوطن وللمواطنين. إن احتفال شعبنا اليوم بالذكرى الخامسة والأربعين لجلالة العاهل الكريم، هو تعبير عن التعلّق بالعرش نظاماً وكياناً وقيادة، وعن التشبث بالمبادئ الوطنية السامية التي وحّدت البلادَ وحققت للمغرب آماله وطموحاته، وهي جديرةٌ بأن تحقق له اليوم وغداً تطلعاته نحو المزيد من الرقيّ والنهوض في المجالات كافة. وإذا كان عيد العرش يرمز إلى الشرعية التاريخية وإلى ارتباط الشعب بالملك ارتباطاً قوياً مستديماً، فإن عيد الشباب يرمز إلى محبة الشعب للملك وتفاؤله به وثقته فيه والتفافه حوله والاطمئنان إلى قيادته الحكيمة التي تسير بالمغرب إلى الأمام على هدي وبصيرة. ومن مظاهر التفاؤل والاستبشار أن تقترن ذكرى ثورة الملك والشعب بعيد الشباب، ففي ذلك الاقتران رمزٌ عظيم ودلالة ذات معانٍ عميقة تؤكد أن العرش المغربي يجمع أبناء الوطن كافة على عقيدة واحدة، وهي الولاء للعرش والوفاء للمقدسات والتعلق بجلالة الملك قائد هذا الوطن ورائد مسيرته نحو المستقبل.