لم يجد عضو قيادي بارز في جبهة البوليساريو الانفصالية أي حرج في تأكيد المعلومات الدقيقة التي أوردتها وزارة الخارجية المغربية في شأن التعاون المتين بين جبهة البوليساريو الانفصالية وحزب الله والتي كانت سببا مباشرا في قطع العلاقات الديبلوماسية ما بين المغرب وإيران بعد تأكد تورط السلطات الإيرانية في قيام حزب الله بتدريب بعض أفراد ميلشيات البوليساريو عسكريا. وهكذا اعترف المدعو بشير مصطفى السيد العضو القيادي البارز في الجبهة الانفصالية في حوار نشرته يوم الأربعاء الماضي وكالة (سبوتنيك) بوجود علاقة بين الجبهة وحزب الله، وقال في هذا الصدد «ذهبنا إلى بيروت مرارا وطلبنا لقاء قيادة حزب الله» وأكد إرادة الجبهة في أن تكون لها «شراكة قوية مع حزب الله». وبهذا التصريح يفنذ العضو القيادي البارز في الجبهة الإنكار الذي سارعت قيادة هذه الجبهة إلى نشره عقب قطع العلاقات المغربية الإيرانية والتي نفت فيه أي علاقة لها بحزب الله البناني. واندلعت مجددا جولة جديدة من حرب البلاغات والتراشق بالاتهامات بين المغرب والجزائر, بعد دخول الجارة الشرقية للمملكة على خط العلاقات الثنائية التي تجمع الرباطوطهران واستغلالها لافتعال أزمة دبلوماسية جديدة مع المغرب. فاربع و عشرين سنة بعد اعلان المملكة قطع علاقاتها مع ايران بسبب الدعم العسكري لحليفها حزب الله للبوليساريو دخلت الجزائر رسميا وباصرار على خط القرار المغربي و واعربت مساء أول أمس الاربعاء عن رفضها للتصريحات التي أدلى بها وزير الشؤون الخارجية المغربي بمناسبة الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإيران والتي "تقحم بشكل غير مباشر الجزائر"، ووصفتها ب"غير المؤسسة كليا". الخارجية الجزائرية وسعيا لافتعال أزمة دبلوماسية جديدة مع الرباط قامت في نفس االوقت باستدعاء سفير المملكة لديها احتجاجا على ما وصفته ب"إقحام الجزائر في قضية قطع العلاقات مع إيران ونشر معلومات "غير مؤسسة" حول الملف. الناطق باسم الخارجية الجزائرية أكد لوكالة الأنباء الجزائرية أن "سفير المملكة المغربية استقبل من قبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الذي أعرب له عن رفض السلطات الجزائرية للتصريحات غير المؤسسة كليا المقحمة للجزائر بشكل غير مباشر والتي أدلى بها وزير خارجيته بمناسبة إعلانه عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية إيران". الرد المغربي لم يتّأخر مؤذنا بجولة جديدة من حرب البلاغات و التصريحات بين البلدين الجارين حيث سارعت وزارة الشؤون الخارجية بالرباط الى توضيح أن "المغرب يتفهم حرج الجزائر، وحاجتها للتعبير عن تضامنها مع حلفائها، حزب الله وإيران والبوليساريو، ومحاولتها إنكار دورها الخفي في هذه العملية ضد الأمن الوطني للمملكة». المتحدث باسم الخارجية المغربية شدد على أن المملكة المغربية تتوفر على معطيات دقيقة وأدلة دامغة تتعلق بالدعم السياسي والإعلامي والعسكري الذي يقدمه حزب الله للبوليساريو بتواطؤ مع إيران. وقد أخذت السلطات المغربية الوقت الكافي للقيام بدراسة دقيقة لمجموع هذه العناصر قبل أن تتخذ قرارها بكامل المسؤولية . ذات المصدر ولإفحام الجزائر التي تحاول النأي بنفسها عن الاتهامات المغربية أبرز أنه عندما يتعلق الأمر بدور الجزائر في قضية الصحراء ودعمها الفاضح للبوليساريو، فإن المغرب ليس في حاجة إلى الاشارة إلى تورط هذا البلد ولا إلى اتهامه بشكل غير مباشر، فمن المعروف أن الجزائر ومنذ 1975 تحتضن وتسلح وتمول وتدرب إنفصاليي البوليساريو وتتعبأ دبلوماسيًا من أجلهم. اسراع الحكومة الجزائرية في افتعال ازمة جديدة مع المغرب يندرج في نظر الملاحظين الى سعيها لاحتواء والالتفاف حول موجة التضامن الدولية مع الرباط وتفهمها لدوافع الرباط لقطع علاقاتها مع طهران وخاصة على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي الذي ظلت الجارة الشرقية تراهن خلال الاشهر الاخيرة على توظيف عدد من المستجدات الاقليمية لتقليص رقعة الحظوة المغربية لدى عواصم الخليج العربي. وقد بدت هذه المناورة واضحة للعيان بعد تحريض الجزائر لاذرعها الاعلامية لنشر تحاليل ترجع القرار السيادي المغربي الى رغبة الرباط في دغدغة عواطف البيت الابيض وانظمة الخليج وربط هذه الرغبة بقرار مجلس الامن الاخير حول الصحراء. على أن الدبلوماسية الجزائرية التي تسرعت كثيرا بقرار استدعاء السفير المغربي ستصدم نفس اليوم بموقف الجامعة العربية المتضامن مع المغرب لينضاف الى الموقف الخليجي مقويا بذلك الموقع الدولي للرباط التي لم تفوت الفرصة لتوجيه الشكر لكافة الدول الشقيقة التي عبرت للمملكة عن تضامنها وللتأسف في المقابل لموقف العداء الثابت للجارة الشرقية.