المغرب يتطلع لمصالحة تاريخية بين الفرقاء: الليبيون يسيرون نحو إحياء اتفاق الصخيرات بعد غياب حفتر * العلم: الرباط يتطلع المغرب لدعم مصالحة تاريخية بين الفرقاء الليبيين، في وقت يرقد فيه الجنرال خليفة حفتر بأحد مستشفيات فرنسا. ويبدو أن الساسة الليبيين يتجهون بسرعة نحو مصالحة وطنية تاريخية قد تنهي الأزمة المستمرة بينهم منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي سنة 2011، وذلك ما لم تتدخل دول بعينها لإفساد الاتفاق المحتمل مرة ثانية. وكانت ثلاثة وفود سياسية ليبية بالمغرب أخيرا، الأول يمثل مجلس النواب في طبرق برئاسة عقيلة صالح (حليف لحفتر)، ووفد ثان يمثل المجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري، ووفد ثالث لم يُذكر في الإعلام الرسمي، ويمثل المجلس السياسي لمدينة وقبائل مصراتة. ودار اجتماع أول بين عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق، ووفد يمثل المجلس السياسي لمدينة وقبائل مصراتة (غرب ليبيا)، واجتماع ثان جرى بين الوفد الممثل لبرلمان طبرق برئاسة عقيلة صالح، والوفد الممثل للمجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري، تم برعاية وزارة الخارجية والتعاون الدولي، واستمر حتى ساعات متأخرة من ليلة أول أمس، يتوقع أن يكون تم الاتفاق خلاله على «إطار تنفيذي» لاتفاق الصخيرات الذي وقعت عليه كافة القوى السياسية الليبية بتاريخ 17 دجنبر 2015، قبل أن تتدخل قوى عربية معينة لعرقلة تنفيذه. وقال جمعة القماطي، رئيس حزب التغيير الليبي، إن "أنصار خليفة حفتر طالما اتهموا قبائل مصراتة بأنها تمول وتسلح خصومهم في مناطق الغرب (طرابلس وما حولها)، خصوصا أن لها ثقلا عسكريا وسياسيا بارزا، لذلك فإن المصالحة بين الطرفين خطوة مهمة نحو المصالحة الوطنية». وجدد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الأربعاء بالرباط، تأكيد الاستعداد الدائم للمغرب لدعم جهود التوصل الى اتفاق يخدم مصلحة الشعب الليبي. وأفاد بلاغ لرئاسة الحكومة أن العثماني، أكد خلال استقباله رئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا، خالد المشري، الذي يزور المغرب رفقة وفد رفيع المستوى بدعوة من رئاسة مجلس المستشارين، على "الاستعداد الدائم للمملكة المغربية لاستقبال الإخوة الأشقاء في ليبيا وتوفير كافة الظروف الإيجابية لدعم جهودهم من أجل التوصل إلى اتفاق يسهم في بناء بلد مستقر ومزدهر، لما في هذا من مصلحة للشعب الليبي بجميع أطيافه». من جانبه، نوه رئيس المجلس الأعلى الليبي، بمواقف المغرب ومبادراته اتجاه ما يجري في ليبيا، والتي تتسم دائما بالإيجابية، مع الحفاظ على نفس المسافة من كافة الأطراف، مذكرا بالدور الذي قامت به المملكة المغربية طيلة المسار الذي أفضى إلى اتفاق الصخيرات. ويشير مراقبون إلى تقارب وجهات النظر بين هذه الأطراف بفضل المفاوضات التي تجري تحت إشراف الرباط.