في الوقت الذي يرقد فيه الجنرال خليفة حفتر في مستشفى بفرنسا، يبدو أن الساسة الليبيين يتجهون بسرعة نحو مصالحة وطنية قد تنهي الأزمة المستمرة بينهم منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي سنة 2011، وذلك ما لم تتدخل دول بعينها لإفساد الاتفاق المحتمل مرة ثانية. المغرب استقبل، أول أمس، ثلاثة وفود سياسية ليبية؛ وفد أول يمثل مجلس النواب في طبرق برئاسة عقيلة صالح (حليف لحفتر)، ووفد ثان يمثل المجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري، ووفد ثالث لم يُذكر في الإعلام الرسمي، ويمثل المجلس السياسي لمدينة وقبائل مصراتة. وعلمت «اليوم24» أن اجتماعا أول جرى بين عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق (شرق البلاد)، ووفد يمثل المجلس السياسي لمدينة وقبائل مصراتة (غرب ليبيا). اجتماع ثان جرى بين الوفد الممثل لبرلمان طبرق برئاسة عقيلة صالح، والوفد الممثل للمجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري، تم برعاية وزارة الخارجية والتعاون الدولي، واستمر حتى ساعات متأخرة من ليلة أول أمس، يتوقع أن يكون تم الاتفاق خلاله على «إطار تنفيذي» لاتفاق الصخيرات الذي وقعت عليه كافة القوى السياسية الليبية بتاريخ 17 دجنبر 2015، قبل أن تتدخل قوى عربية معينة لعرقلة تنفيذه. جمعة القماطي، رئيس حزب التغيير الليبي، قال ل«اليوم24» إن «أنصار خليفة حفتر طالما اتهموا قبائل مصراتة بأنها تمول وتسلح خصومهم في مناطق الغرب (طرابلس وما حولها)، خصوصا أن لها ثقلا عسكريا وسياسيا بارزا، لذلك فإن المصالحة بين الطرفين خطوة مهمة نحو المصالحة الوطنية».