بعد تأخير دام ثلاثة عشر يوما عن الانتخابات الجماعية الأخيرة أمرت السلطات المحلية بتشكيل المكتب المسير لبلدية العيون, هذه المدينة التي يتجاوز تعداد سكانها 250الف نسمة من بينها 70151 مسجل باللوائح الانتخابية مع الاشارة الى أن عددالهيئات السياسية المتنافسة بلغ 15 حزبا من ضمنها أربعة مقاعد اضافية للنساء . وقد فاز حزب الاسقلال ب 15400 صوت الأمر الذي أهله لاحتلال الرتبة الأولى ب23 مقعدا من بينها مقعدان في اللائحة الاضافية وفي الدرجة الثانية حزب الحركة الشعبية ب: 13 مقعدا ومقعد في القائمة النسائية والاتحاد الدستوري ب 6 مقاعد من بينها مقعد اضافي للنساء. وصباح يوم الخميس 25 يونيو شهدت كل المسالك والشوارع المؤدية الى قصر البلدية حراسة امنية مشددة بحيث لم يسمح بالمرور الا للموظفين بالمصالح المجاورة أوالصحافيين المعتمدين والمناسبة هي الاشراف على تشكيل المكتب المسير لبلدية العيون حيث أعطيت الانطلاقة في الساعة العاشرة صباحا بعد تعيين الرئيس المؤقت في شخص السيد سعد بوه من حزب الاستقلال باعتباره الأكبر سنا من بين المنتخبين والشاب عمر دبدا من الحركة الشعبية كاتبا للمجلس كأصغرهم سنا. وبعد أن استعرض الرئيس المؤقت أسما ء الفائزين في الانتخابات الأخيرة للتاكد من حضورهم جميعا عرضت السلطات المحلية طريقة التصويت كما ينص عليها القانون وهي التصويت بالأوراق البيضاء أو الملونة لكن (التحالف 20 مقعدا ) عارض هذه الطريقة معتبرا اياها بعدم دمقرطتها وشفافيتها مطالبين بالتصويت كتابيا على الورقة الأحادية البيضاء واستمر الجدل حول هذه النقطة أربع ساعات دون جدوى, ممثل السلطة المحلية من جانبه أكد بالتزام الحياد وان مهمته تنحصر في اعداد الظروف الملائمة لتشكيل المكتب الجديد وفي نفس الوقت جدد تأكيده بان كل الصلاحيات تعود للرئيس وحين قرر هذا الأخير تطبيق سلطته كما ينص عليها القانون أمر وكيل لائحة حزب الاستقلال الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد الذي اختار اللون الوردي بالشروع في عملية التصويت وبعد خروجه من المعزل متجها صوب الصندوق الشفاف اهتزت المعارضة برمتها وخلقت نوعا من الفوضى والضجيج وضرب المكاتب بالأكف والزعيق الى ذلك من الممارسات التي لا تليق بمنتخبين يقدرون الأمانة الملقاة على عاتقهم من طرف ناخبيهم بل أدى الحال بالمدعو المذكوري من حزب الفرس باختطاف الصندوق الزجاجي كما اختطفت سيدة اخرى غطاءه واستمر الوضع على هذه الحالة 17 دقيقة بالتمام أمام أعين ممثلي السلطة المحلية ومختلف وسائل الاعلام وبعد أن هدأت الأمور تدخل الرئيس الأكبر سنا في كلمة توجيهية استغرقت 20 دقيقة نوه من خلالها بالأخلاق الحميدة التي يتمتع بها اهل الصحراء مشيرا الى الانتظارات التي تنتظرها الساكنة من ناخبيهم، مضيفا «علينا جميعا ان نكون في مستوى المسؤولية» مطالبا الجميع التزام الهدوء والتحلي بالصبر وتجاوز كل التشنجات من اجل تلطيف الأجواء ورغم ذلك ظل التحالف متمسكا بالورقة البيضاء مع كتابة اسم المرشح فيها لكن احدى المنتخبات من الأغلبية عبرت صراحة بأنها لاتحسن القراءة والكتابة وقد تعودت منذ استرجاع هذه الربوع الى حظيرة الوطن على التصويت بالألوان وكل محاولة لثنيها عن ذلك سيحرمها من حقها المشروع في اختيار المرشح الذي تقتنع ببرنامجه . وهنا ثارت ثائرة احد أعضاء المعارضة حين ادعى بأن أحدهم مصاب بمرض أسماه مرض عدم تمييز الألوان مما تبين للجميع بان هذه المجموعة همها الوحيد هو العرقلة ومحاولة فرملة العجلة عن الدوران وقد أكد ممثل السلطة المحلية مرة اخرى التزام الحياد مجددا بأن كل الصلاحية واتخاذ القرار يعودان للرئيس. هذا الأخير الذي أمر في الساعة الرابعة والنصف مساء باقفال الصندوق والتأكد من شفافيته، وبعد اخذ ورد ومجموعة من ا لتجاذبات طالبت الأقلية من خلالها تأجيل الاجتماع من اجل أن تتتشاور السلطة مع هياكلها محليا ووطنيا أو حضور وكيل الملك بالمحكمة لكن الأغلية اصرت على تشكيل المكتب في هذا اليوم كما ينص عليه القانون وفي الساعة الخامسة والنصف انسحب التحالف بتعليل عدم قبول مقترحاته، بعدها مباشرة تمت المناداة من جديد على كل المرشحين وفي غياب تام للاقلية باستثناء الكاتب المؤقت والذي لم ينسحب الا بعد اصابته بنوبة صحية ليعلن الأخ سيدي حمدي ولد الرشيد مكانه باعتباره ثاني أصغر منتخب. ثم استأنف التصويت السري بالأوراق الملونة لتعلن فوز الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد ب 23 صوتا رئيسا لهذه البلدية بينما جاءت باقي النتائج على الشكل التالي : أحمد لخريف النائب الأول- موسى كرواز النائب الثاني - سعيد الجماني النائب الثالث - دادة سيدي صالح النائب الرابع- الادريسي لسياد النائب الخامس - عمر زيو النائب السادس - اللتو المحمودي النائبة السابعة - امكملتو كمال النائبة الثامنة - محمد الموساوي النائب التاسع و صالح امريزيك النائب العاشر. كما انتخب مولاي لمباركي كاتبا للمجلس والسيد مولاي الراكب زيو نائبا له. وترأس بابا عبان اللجنة المكلفة بالتخطيط والشؤون الاقتصادية والميزانية وسيدي أحمد باهيا نائبا له وفيما يخص اللجنة المكلفة بالتنمية البشرية والشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية قفد آلت الى السيد محمد سالم بنمسعود والسيدة الجيدة اللبيك نائبة له. كما انتخب سيدي حمدي ولد الرشيد رئيسا للجنة المكلفة بالتعمير واعداد التراب والبيئة ونائبه محمد سالم الادريسي. واختتمت عملية التصويت بفوز مريم ماء العينين اشبيهنا رئيسة للجنة المكلفة بالمرافق العمومية والسيدة الحاجة سكينة الشيخي نائبة لها. وبعد ان استكمل المجلس كل هياكله من الناحية القانونية تم تنصيب الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد كرئيس جديد لبلدية العيون. وفي أول كلمة له شكر عموم المواطنين والمنتخبين الذين وضعوا ثقتهم فيه وتعهد بأنه سيواصل العمل بمعية باقي المنتخبين بالجدية والمثابرة المعهودة فيه لتحقيق وانجاز المشاريع المبرمجة لتكون مدينة العيون من بين أهم المدن المغربية المتقدمة على كل المستويات. وركز في نفس الوقت على الموقف السلبي للمعارضة مشيرا أنه اتصل مباشرة بعد بوكلاء اللائحتين الفائزتين من اجل التنسيق والمشاورة والعمل يدا في يد من أجل مصلحة السكان لكن كل محاولاته بائت بالفشل. وفي الساعة الثامنة مساء اعلن عن رفع الجلسة بعد تلاوة برقية مرفوعة الى جلالة الملك.