شكل موضوع «»المغرب, بلد الألف فرصة وفرصة»» محور ندوة تم تنظيمها,يوم الخميس ببروكسيل, للتعريف بالإمكانيات والمؤهلات التي تزخر بها المملكة والاختيارات الاقتصادية التي نهجتها. وخلال هذا اللقاء قدم وزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز حصيلة الإصلاحات التي قام بها المغرب خلال العقد الأخير في مجال الليبرالية الاقتصادية والديمقراطية وتحديث أجهزة الدولة. وأبرز الوزير أنه, وبفضل متانة الاقتصاد المغربي والدقة على مستوى الميزانية والنقد, فقد استطاع المغرب الصمود في وجه الأزمة المالية الدولية. ولمواجهة هذه الأزمة, أضاف الوزير أن الحكومة ركزت على الطلب بإجراءات وقائية كان لها أثر إيجابي على معدل النمو الذي بلغ6 ر5 في المائة سنة2008. وتابع أن المغرب عزز أيضا القطاع المالي من خلال شبكة بنكية جد متطورة, وحاضرة أيضا بالخارج, وخاصة بأوروبا وبشكل متزايد في إفريقيا, ما مكن من اكتساب خبرة في المجال المالي محفز على الاستثمار. وقال إن المغرب تبنى أيضا سياسات إرادوية واختيارات قطاعية وسياسة للتنمية البشرية مراهنا على القطاعات التي يتوفر فيها على أفضلية تنافسية, مستعرضا أهم القطاعات ومختلف التغيرات التي تم إحداثها. وبخصوص القطاع السياحي, ذكر معزوز ب»»مخطط أزور»» الذي يروم بلوغ10 ملايين سائح في أفق2010 . وبهذا الشأن, أشار إلى أن المغرب حقق نهاية2008 , رقما يتجاوز بقليل الأهداف المسطرة, وعلى الرغم من الأزمة فإن سنة2009 ستعرف نموا على مستوى السياح الوافدين. كما ذكر بتدشين جلالة الملك محمد السادس لمحطة «»ميديتيرانيا السعيدية»», أول محطة ضمن «»مخطط أزور»» الذي يندرج في إطار رؤية2010. وفي المجال الصناعي, أوضح أن المغرب اختار استراتيجية مندمجة بأهداف واضحة. وقد تم إجراء الاختيار بالنظر لعدد من القطاعات الاقتصادية (النسيج, الصناعة الغذائية, المنتوجات البحرية), ولكن أيضا القطاعات المتطورة (تكنولوجيا الإعلام, الإلكترونيكيات, السيارات وصناعة الطيران) . وفي ما يتعلق بقطاع الطاقة, أوضح معزوز أن للمغرب تبعية على هذا المستوى للخارج بمعدل96 في المائة. وأضاف أن المملكة, وعيا منها بهذا الرهان, وضعت مؤخرا مخططا للعشر سنوات الاخيرة بهدف اقتصاد500 مليون أورو سنويا, من خلال إيلاء أهمية للأمن الطاقي عبر التوجه نحو الطاقات المتجددة. وسجل معزوز أن المغرب انخرط في سياسة للأوراش الكبرى ويسهر على تعزيز البنيات التحتية للطرق السيارة والسكك الحديدية والموانئ والمطارات, مشيرا إلى أن المغرب يتوقع بناء400 كلم من الطرق السيارة خلال الفترة ما بين2008 و2012. وقال إن المغرب بصدد الإعداد لأول خط للقطار فائق السرعة بين مدينتي طنجة والدار البيضاء وشبكات للترامواي بكل من الرباط والدار البيضاء. وأكد أن جميع السياسات المعتمدة تروم تحقيق رفاهية المواطن, مضيفا أن منظمة التجارة العالمية أشارت في تقريرها إلى أن الناتج الداخلي الخام تضاعف بين سنتي 2002 و2008 . و أبرز الوزير إسهام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تروم دعم الأنشطة المدرة للدخل بالنسبة للأشخاص محدودي الدخل, وتنمية القدرات والكفاءات, وتحسين شروط ولوج الخدمات والبنيات التحتية الأساسية ودعم الأشخاص في وضعية صعبة. وتناول معزوز أيضا مخطط «»المغرب المصدر»» للعشر سنوات المقبلة بأهداف واضحة, واستهداف للأسواق ومواكبة للفاعلين والمقاولات الراغبة في التطور في مجال التصدير. ويتوخى هذا المخطط مضاعفة الصادرات خلال العشر سنوات المقبلة إلى ثلاثة أضعاف وضعفين في أفق2015.