ستتولى وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة اودري ازولاي التي ثبتت رسميا الجمعة مديرة عامة لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، مهامها الاثنين على رأس منظمة أضعفتها الخلافات السياسية تأمل في ان تعيد توحيد صفوفها. واقر المؤتمر العام نتائج التصويت الذي جرى في 13 تشرين الاول/اكتوبر في المجلس التنفيذي للمنظمة. وكان المجلس اختار ازولاي لتولي المنصب خلفا للبلغارية ايرينا بوكوفا، بعد منافسة مع القطري حمد الكواري على اثر انتخابات مشوقة شهدت تقلبات عديدة بما فيها انسحاب الولاياتالمتحدة واسرائيل من هذه المنظمة الدولية. وحصلت ازولاي على 131 صوتا من اصل 184 مقترعا، بينما تبلغ الاغلبية المطلوبة 76 صوتا. وازولاي هي ثانية امرأة تشغل هذا المنصب بعد ايرينا بوكوفاالتي تنهي ولايتها على رأس المنظمة. وستتولى ازولاي مهامها رسميا على رأس اليونسكو في 13 تشرين الثاني/نوفمبر في احتفال رسمي في مقر المنظمة بباريس. وبعد اعلان النتائج، عبرت ازولاي امام مندوبي المؤتمر العام عن “فخرها” و”حماسها” لفكرة “خدمة هذه المنظمة”. وقالت ان “مهمة اليونسكو تتسم بالحداثة الواضحة وعلينا أن نجعل المنظمة وعملها بمستوى هذه الحداثة”. واضافت “افكر بكل الذين بينكم يرون بوضوح الصعوبات التي تواجهها هذه المنظمة لكنهم يدركون الى اي درجة لا يمكن الاستغناء عنها، والى اي درجة هي اساسية للتصدي للتحديات التي يواجهها عالمنا ويرغبون في المشاركة في اجواء تعمها الوحدة والصفاء ليتاح لها ممارسة مهامها على افضل وجه”. وتتولى ازولاي ادارة وكالة يبلغ عمرها 72 عاما اضعفتها الانقسامات والصعوبات المالية. وفي تشرين الاول/اكتوبر وخلال اجتماع للمجلس التنفيذي لاختيار المدير المقبل لليونسكو، اعلنت الولاياتالمتحدة ثم اسرائيل انسحابهما من اليونسكو قبل نهاية 2018. واعتبرت بوكوفا هذه الخطوة “ضربة قاسية” علما انهما علقتا مساهمتيها الالزاميتين منذ قبول فلسطين في 2011 عضوا في المنظمة. لكن ازولاي قالت لفرانس برس ان هذا القرار “السيادي” لم يكن “مفاجئا”، مؤكدة ان اليونسكو ستبقي “الباب مفتوحا امام الادارة الاميركية”. – انعاش الحوار – قالت ازولاي في مؤتمر صحافي “لكن أولويات الاجندة أوسع من ذلك بكثير”، موضحة انها “حوار مع كل الدول الاعضاء والاقناع عبر صحة تحركات اليونسكو (…) بما نقدمه كقيمة مضافة”. وصرحت المديرة العامة الجديدة “نعيش في عالم تترابط فيه المجتمعات، عالم معقد يواجه تحديات لا يمكن لاي بلد ان يواجهها بمفرده”. وعددت من هذه التحديات “صعود الظلامية” و”خطر الحروب” و”التطرف العنيف” و”تدمير البيئة” و”تحدي المناخ” و”إنكار التنوع”. واضافت “يجب علينا العمل على العوامل الحاسمة التي تقع في صلب مهمة اليونسكو: التربية والثقافة (…) والعلوم والدفاع عن حرية التعبير والابداع”. وتنوي ازولاي دفع اليونسكو الى إعادة التركيز على مهمتها “الاساسية” وهي “إقامة مجالات للحوار حتى عندما تكون هناك أزمات في الخارج”. واوضحت لفرانس برس “يجب القيام بتحركات شفافة يمكن تقييمها، في عمليات مستقلة وخارجية ومحددة مسبقا، بطريقة استراتيجية واضحة، وهذا سيسمح بامكانية قراءتها بشكل أفضل”. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من جديد في بيان دعم فيه المديرة الجديدة لليونسكو “ثقته الكاملة في اعطاء اليونسكو وسائل تنفيذ مهماتها الاساسية في مواجهة تحديات عصرنا”. واضاف “في عالم تجتازه النزاعات العنيفة وصعود الظلامية، أصبحت حماية ممتلكاتنا المشتركة وتطوير المعارف وتقاسم المبادىء العالمية والانسانية والسعي المستمر الى السلام ضرورية أكثر من اي وقت مضى”.