إنها أعمدة شامخة ذات مصابيح كهربائية معطلة هي عناوين بارزة وعريضة للغة الإهمال والتقصير ولامبالاة المسؤولين المعنيين تجاه ما تعرفه بعض شوارع وأزقة مدينة سطات الغارقة في الظلام الدامس بسبب غياب الإنارة العمومية بالرغم التنبيهات المتكررة التي نوجهها باسم المواطنين بين الفينة والأخرى إلى القائمين على تدبير الشأن المحلي، لكن ظهر جليا أنهم غير مبالين ولا مهتمين بقضايا الساكنة التي أوصلتهم إلى مراكز القرار. إذ أن مشكل انعدام الإنارة العمومية مازال يقض مضجع المواطنين ويثير غضبهم وسخطهم فكلما أرادوا أن يتجولوا ليلا، إلا ويصطدمون بواقع مرير يحمل في طياته مجموعة من الأسئلة الحارقة حول الخدمات الجليلة التي تقدم إلى المواطنين والتي سبق أن رفعها ممثلي الأمة إبان الحملة الانتخابية السابقة المصحوبة بوعود أبان الزمان أنها انتخابوية لا أقل ولا أكثر إلى حد كتابة هذه الأسطر، الشيء الذي جعل ساكنة المدينة تقرأ اللطيف وتنتظر بفارغ الصبر تفعيلها على أرض الواقع. وإذا كنا بين الفينة والأخرى نلفت انتباه المسؤولين المنتخبين إلى هذه الظاهرة التي أسالت الكثير من المداد وخلقت موجة من الاحتجاجات والانتقادات اللاذعة، إلا أن الإقصاء والتهميش و اللامبالاة هي الصفات البارزة لمن بيدهم الأمر مع غياب إستراتيجية واضحة لتنمية محلية شاملة ومستدامة.
إن الإنارة العمومية كما يعلم الجميع هي دعامة أساسية لمحاربة الجريمة بكل أشكالها وأنواعها، لأنها مرتبطة بالأمن العمومي وفي غياب عنصر واحد من هذه العناصر تختل العلاقة ويتهاون التوازن الاجتماعي وبالتالي تبرز ظاهرة الجريمة كالقتل واعتراض السبيل والاغتصاب والتشرميل وترويج المخدرات وكل الممنوعات بالأزقة والشوارع المظلمة التي يشتغل بها رجال الأمن في ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة وخطيرة. ليبقى السؤال العريض الذي ينتظر الإجابة عنه من طرف المسؤولين هو السبب وراء ضعف الإنارة العمومية وانعدامها بأغلب شوارع المدينة وخاصة بحي ميمونة ومجمع الخير ومحيط المركب الرياضي لكرة القدم وسط المدينة…، رغم وجود مصلحة تقنية ببلدية سطات لها آليات وموارد بشرية تعمل جاهدة على قدم وساق، فهل هذا الخلل ناتج عن مشاكل تقنية تقف وراء ذلك؟ أم أن هناك أشياء نجهلها ويعلمها خبراء هذا الميدان…؟. وعلى كل حال فالوضع يتطلب الجدية في العمل، ولا بد أن نحيط المسؤولين مرة أخرى أن مدينة سطات عرفت مؤخرا توسعا عمرانيا ونموا ديمغرافيا كبيرين، كان من الواجب أن تواكب هذا التطور عقلية متطورة للقيام بإصلاح هذا القطاع الحيوي، وذلك بتحديثه وتطويره واستخدام الآليات الجديدة بعد أن تغيرت شاحناته المهترئة والمعطوبة التي كانت تشكل خطرا حقيقيا على اليد العاملة، ليلعب دوره المجتمعي المرتبط أساسا بالأمن العمومي وبالتالي تفادي الكثير من حوادث السير القاتلة والجرائم التي تحدث يوميا، خصوصا أن الإنارة حق من حقوق الإنسان وركن من أركان التنمية المحلية فهل من منقذ ..؟