نعود مرة أخرى مضطرين، لكي ننبه القائمين على تدبير الشأن العام المحلي، الذي يبدوا أنهم غير مبالين ولا مهتمين بقضايا الساكنة التي أوصلتهم إلى مراكز القرار، بأن الشوارع والأزقة مازالت غارقة في الظلام الدامس، رغم الاحتجاجات و الشكايات الكثيرة التي تتقاطر عليهم من طرف المواطنين المتضررين من انعدام الإنارة العمومية بأحياء وشوارع مدينة سطات، علما أن جل من بيدهم الأمر يقطنون بهذه الأحياء بل منهم من يسير في هذه الشوارع المظلمة مستنكرا ومنددا، الشيء الذي جعل المواطنين في حيرة من أمرهم حول الجهة التي يرفعون لها شكواهم وقضاياهم اليومية. فانعدام الإنارة العمومية بعدد من أحياء المدينة من قبيل حي الخير وطريق ابن احمد وشارع البساتين بمجمع الخير وحي البطوار وحي بام ومانيا وحي السلام وقرب المحطة الطرقية واللائحة طويلة ،يتسبب كما هو معلوم في انفلاتات أمنية خطيرة، إذ لا يمكن أن يمر يوما دون أن نسجل أو نسمع عن إصابات في صفوف المواطنين أو سرقات تحت التهديد بالسلام الأبيض وخير دليل على ذلك سرقة عدد من الفيلات بحي الفرح ومجموعة من المحلات التجارية في الآونة الأخيرة من طرف عصابات إجرامية أو شباب من ذوي السوابق القضائية غالبا ما يستغلون غياب الإنارة العمومية ليمارسوا نشاطهم الإجرامي. فالسؤال العريض الذي مازال المواطن السطاتي ينتظر جوابا عليه من طرف المسؤولين عن تدبير الشأن العام هو السبب وراء انعدام الإنارة العمومية بأغلب الشوارع والأزقة، رغم وجود مصلحة تقنية ببلدية سطات لها آليات نلاحظها بين الفينة والأخرى تجوب الشوارع نهارا لكنها تختفي ليلا لانشغالها بقطع الأشجار، حسب تعبير بعض المتضررين، بالإضافة إلى موارد بشرية تعمل جاهدة على قدم وساق حسب الطلب ،فهل هذا الخلل ناتج عن مشاكل تقنية تقف وراء ذلك؟ أم أن هناك نقص حاد في الآليات والموارد البشرية وأشياء أخرى نجهلها ويعلمها القائمون على هذا القطاع وخبراء هذا الميدان...؟ وعلى كل حال وبما أن الذكرى تنفع المؤمنين، ونحن على يقين تام أن الوالي الجديد المعين حديثا، والذي شمر على ساعديه منذ تعيينه من أجل الرقي بهذه المدينة التي مازالت تسير فيها التنمية سير السلحفاة إلى الأمام، فلا بد أن نحيط مرة أخرى من بيدهم الأمر علما أن عاصمة الشاوية التي عرفت مؤخرا توسعا عمرانيا كبيرا، كان من الواجب أن تواكب هذا التطور والنمو عقلية متطورة للقيام بإصلاح هذا القطاع الحيوي، وذلك بتحديثه وتطويره ليلعب دوره المجتمعي المرتبط أساسا بالأمن العمومي، لأن الإنارة العمومية والأمن كما يعلم الجميع يشكلان علاقة ثنائية وطيدة وقوية، وفي غياب عنصر واحد من هذين العنصرين تختل العلاقة وينهار التوازن الاجتماعي، وبالتالي تبرز ظاهرة الجريمة بكل أشكالها وأنواعها من السرقة إلى ترويج المخدرات وكل الممنوعات بالأزقة والشوارع المظلمة التي يشتغل بها عناصر الأمن الوطني في ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة وجد خطيرة. فالضرورة إذن تحتم على المسؤولين المعنيين، استحضار الدور الكبير للإنارة العمومية، والتي من الممكن وبواسطتها تفادي الكثير من حوادث السير القاتلة و الجرائم التي تحدث يوميا، خصوصا أن الإنارة حق من حقوق الإنسان وركن من أركان التنمية المحلية، إنه نداء نوجهه باسم ساكنة المدينة نتمنى أن يجد الآذان الصاغية.