أصبحت مدينة الدارالبيضاء مع اشراقات شمس هذه الأيام على عهد جديد بعد انتهاء صلاحية مجلس مدينة سابق رحل وفي ذمته عشرات الوعود التي ظلت كلاما بدون تنفيذ في تجربة اجمع أغلب المستشارين الجماعيين ومعهم الساكنة أنها كانت غير مجدية للعاصمة الاقتصادية التي لم تعرف تطورا ملموسا على غرار ماعرفته بعض المدن المغربية التي خاضت نفس التجربة. ومن يلمس الحياة اليومية بالبيضاء يدرك أن التغيير الجذري والجدي كان بعيدا عنها. ولاشيء من الوعود التي عمرت خمس سنوات تحقق، فمشاكل النقل الحضري مازالت قائمة ومعضلة النظافة لم تعرف حلها، وغلاء فاتورات الماء والكهرباء مازال على حاله ناهيك على سوء أحوال الطرقات التي عمرت بها الحفر والشقوق زمنا طويلا دون أن تمتد إليها حتى أيادي الترقيع فبالأحرى التزفيت الكلي، هذا دون أن ننسى غياب إصلاح المنشآت المشكلة للبنيات التحتية من مرافق إدارية ومركبات ثقافية وملاعب رياضية والتي أصبح تقادمها يهدد بانهيارات محتملة لأغلبها (المركبات الثقافية القديمة نموذجا) وإذا كان هذا أقل ما يمكن قوله من فرط غياب الإهتمام الذي كان مفروضا على مجلس المدينة السابق والذي نهج سياسة التسويفات والوعود وذر الرماد في الأعين بتعين لجن للمتابعة، فإن الأمل بعد اليوم معقود على المجلس الجديد الذي يطل على المدينة بوجوه جديدة ومناهج جديدة وأفكار تتمنى كل الساكنة أن تمحي الصورة الباهتة التي ارتسمت في أذهانها عن المجلس السابق الذي سير شؤون المدينة بمزاجية مطلقة ورؤية فوقية بعيدا كل البعد عن الإهتمامات الأساسية للمواطن البيضاوي الذي يحبذ أن تكون التجربة الثانية لنظام مجلس المدينة مخالفة تماما لتلك التي سبقتها، وهذه مسؤولية الناخبين الكبار المكونين للمجلس الجديد المنتخب أخيرا وعددهم 147 مستشارا الذين عليهم أن يكونوا في مستوي ثقة ناخبيهم باختيار الرجال الأصلح لتحمل هذه المسؤولية بعيدا عن كل المزايدات لأن الهدف هو خدمة المدينة وساكنتها وما دون هذا، فإن البيضاء قد تسقط في عبث من نوع آخر وهذا ما لايتمناه أي غيور عن هذه المدينة!!