أشرف جلالة الملك محمد السادس ، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحب السمو الأمير مولاي اسماعيل ،يوم الجمعة على تدشين المحطة السياحية «ميديتيرانيا السعيدية»، التي تعد أولى المحطات التي يتضمنها المخطط الازرق المنبثق عن رؤية 2010 للنهوض بالقطاع السياحي. وقد شيدت المحطة على مساحة إجمالية تقدر ب696 هكتارا واستقطبت استثمارات إجمالية بلغت12 مليار درهم، أما طاقتها الاستيعابية فتقدر بنحو30 الف سريرا منها17 الف سرير موزعة على الفنادق و13 الف سرير بالإقامات السياحية. وقد تم تصميم محطة «ميديتيرانيا السعيدية» وفق هندسة معمارية مغربية تقليدية أصيلة أبدع فيها الصانع المغربي. وهذه المحطة عبارة عن منتجع يضم بالخصوص9 فنادق فخمة و12 قرية سياحية بسعة 4600 سرير، و8 إقامات سياحية بسعة4300 سريرا ، و2200 من الشقق بسعة11 الف سري،ر ، و300 فيلا بسعة 2000 سرير، وثلاث مسالك للغولف يتوفر كل منها على18 حفرة بالإضافة إلى ميناء ترفيهي «مارينا» ومدينة تجارية. ويندرج إنجاز هذه المحطة السياحية ، التي تحتل موقعا استراتيجيا هاما ومتميزا ، في إطار «رؤية 2010 » التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة المناظرة الاولى للسياحة بمراكش في10 يناير2001 ، والتي مكنت من وضع قطاع السياحة في قلب أولويات الحكومة ورفعه إلى درجة قطاع مشع للنمو الاقتصادي والاجتماعي للبلاد. وهكذا ومنذ إطلاق هذه الرؤية استفاد القطاع السياحي من خارطة طريق ممتدة على عدة سنوات تعطي رؤية للفاعلين الاقتصاديين ، ولمجموع الشركاء حول محاور التدخل بالقطاع والمتمثلة في الدينامية التجارية والصناعية والمالية والمؤسساتية. وتروم هذه الرؤية الطموحة بالأساس مضاعفة القدرة الايوائية للمؤسسات الفندقية المغربية ثلاث مرات وإعادة تأهيل المنتوج السياحي المعروض وتكوين أزيد من70 ألف من مهنيي القطاع في مختلف التخصصات الفندقة والسياحية، وتحسين ظروف وشروط الاستقبال بهذه المؤسسات وكذا مختلف الخدمات التي تقدمها (المطعمة والترفيه وأنشطة مختلفة) . وتشكل «ميديترانيا السعيدية» محطة كبرى للترفيه والأنشطة وتضم مراكز تجارية ومطاعم وفضاءات رياضية ومراكز للتأهيل البدني وأرضية لهبوط الطائرات المروحية وفضاءات خضراء ومرافق عامة خدماتية وإدارية وصحية. كما قام جلالة الملك محمد السادس ، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحب السمو الامير مولاي اسماعيل ، يوم الجمعة بتدشين الشطر الثاني من الميناء الترفيهي «مارينا السعيدية»، الذي يعد ثالث أكبر ميناء ترفيهي بمنطقة البحر الأبيض المتوسط وأحد أهم مكونات المحطة السياحية «ميديتيرانيا السعيدية». وتحتل هذه المارينا موقعا فريدا ومتميزا بالخليج المتوسطي ، وتمتد على مساحة25 هكتارا، وهي موجهة لاستقطاب عدد كبير من السياح بحكم تنوع الانشطة والخدمات التي تقدمها والتي جعلت منها مرفأ مرجعيا على الصعيد الدولي، ووجهة سياحية بامتياز في المنطقة المتوسطية. وتتوفر «مارينا السعيدية»على واجهة تزيد عن290 ألف متر مربع، توفر أزيد من 800 مكانا لرسو القوارب من7 إلى50 متر ، وستمكن توسعة هذا المرفأ من استقبال 1350 من القوارب يزيد طول50 بالمائة منها على12 مترا. وسيخلق إحداث هذه البنية التحتية السياحية الهامة 80 فرصة عمل مباشر و450 منصب شغل غير مباشر ، كما أن طبيعة المناخ السائد بهذه الواجهة البحرية يعد ملائما لمزاولة كافة الرياضات والانشطة البحرية الشراعية، علما بأن هذه السواحل تزخر ، علاوة على ذلك ، بثروات سمكية هامة ستشجع على استقطاب العديد من هواة رياضة الصيد. وبالاضافة الى ذلك توفر «مارينا السعيدية» خدمات متنوعة ، كما أنها تضم مرافق للامن ونقطة للمراقبة الجمركية ومرافق للصيانة واصلاح القوارب. وتتوفر المارينا على احدث التجهيزات في مجال الحماية من الحرائق وبواخر للاغاثة ومحطة حديثة للرصد الجوي ومراكز للإغاثة الصحية ومعدات للتدخل السريع . ويبعد هذا الميناء الترفيهي بساعة زمنية تقريبا عن مدينة مدريد وبساعتين عن باريس وثلاث ساعات عن لندن وبرلين, كما يتميز بسهولة الولوج اليه عبر البحر بحيث لا يبعد سوى ب92 ميلا بحريا عن سواحل ألميريا و ب135 ميلا عن سواحل كوستا ديل سول و ب150 ميلا بحريا عن مضيق جبل طارق. وبهذه المناسبة وشح جلالة الملك عددا من الشخصيات الوطنية والأجنبية بأوسمة ملكية سامية.