تبارت الصحف الغربية في التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، فتراوحت بين مؤكد على أن تلك الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة، ومشدد على غياب الشفافية فيها واتساع رقعة التزوير, فيما رأى بعضها في ما حدث إجهاضا لربيع طهران أزعج العرب وبدد آمال الغرب. هل مات الربيع الإيراني ؟ هل مات الربيع الإيراني؟" تتساءل صحيفة« ليبراسيون» الفرنسية في تعليق لها على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي فاز فيها حسب وزارة الداخلية بطهران الرئيس الحالي، محمود أحمدي نجاد، بنسبة 62.63% ، في حين لم يحصل أقرب منافسيه مير حسين موسوي، إلا على 33.75%. وردا على هذا السؤال تقول الصحيفة في افتتاحيتها التي اختارت لها عنوان "الخطر" ، إ ن الذي حدث هو "السيناريو الأسوأ"، إذ بدا أن النظام الإيراني أكثر تشددا في مسعاه لفرض فوز مثير للجدل. اختبار حقيقي لأوباما اعتبرت صحيفة« لوفيغارو» الفرنسية أن نتائج هذه الانتخابات المثيرة للجدل تمثل اختبارا حقيقيا للرئيس الأميركي باراك أوباما. فالإعلان عن فوز أحمدي نجاد، الذي جسد طيلة السنوات الأربع الماضية، مناهضة الأميركيين والتعنت في مسألة البرنامج النووي الإيراني، بدد آمال الأميركيين, وعزز الانطباع لدى واشنطن بأنها ستواجه ندا دبلوماسيا صعب المراس. وسيكون على أوباما الذي أعلن مد يد التعاون للإيرانيين في خطابه الذي وجهه لهم, -حسب لوفيغارو- أن يوائم بين رغبته في الحوار مع النظام الإيراني واستعداده لدعم رغبة التغيير الجامحة لدى جزء من المجتمع الإيراني. ولئن كان المسؤولون الأميركيون وجدوا أنفسهم أمام معضلة فيما يخص تعاملهم مع النظام الإيراني, فإن إحجام جل الدول العربية حتى الآن عن التعليق على انتخاب أحمدي نجاد، قد يعني استياء من إعادة انتخابه. وتباينت آراء الكتاب الأميركيين والبريطانيين وتحليلاتهم بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية وتداعياتها، فبينما شككت بعض الصحف في النتائج، قالت أخرى إن النظام الإيراني سيشهد أزمة في الحالتين، في ظل حالة الاستتفار التي يشهدها الفرقاء في البلاد. يصعب مباركة الفوز من جانبها قالت صحيفة« كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية في افتتاحيتها إنه يصعب على الغرب مباركة الفوز الكاسح لنجاد متهمة إياه بالتضييق على النساء، ومشيرة إلى أن الحركات النسوية دعمت موسوي في ظل وعده بإصلاح القوانين التي لا تنصف المرأة في البلاد. washington times فصل جيد للسعي إلى الحرية وقالت صحيفة« واشنطن تايمز» الأميركية في تحليل إخباري إن النظام الإيراني ربما تعرض لهزة لا رجعة فيها. وأضافت أن خروج المتظاهرين المحتجين إلى الشوارع يبطل المقولة السائدة بأن الكلمة الفصل في السياسات الداخلية والخارجية تعود لكبار رجال الدين في النظام. ومضت إلى أن سرعة إعلان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي فوز نجاد الذي يلقى اتهامات بالتزوير، سيظهر المرشد الأعلى بشكل غير لائق أمام شعبه والعالم. واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها ما يجري في طهران بأنه فصل جيد في السعي إلى الحرية، على حد وصفها. new york times الحاكم الأعلى أما صحيفة« نيويورك تايمز» الأميركية فقالت إن خامنئي ظل لعقدين من الزمان يمثل الحاكم الأعلى في الظل في أعلى الهرم، مقتصدا في ظهوره على الملأ وفي كلامه في العلن. وأضافت أنه سرعان ما خرج معلنا الفوز "المقدس" لنجاد وداعيا الإيرانيين إلى الاصطفاف خلف قيادته، حتى قبل مرور ثلاثة أيام مطلوبة لاعتماد النتائج. financial times إمكانية نجاح الثورة .. من جانبها ، تساءلت صحيفة« فاينانشال تايمز» البريطانية عما إن كانت إيران ستشهد ثورة تقابل تلك التي جرت فيها قبل 30 عاما؟ وقال جدعون راشمان إنه لا تزال هناك إمكانية لنجاح الديمقراطية بإيران، رغم ما وصفه بأجواء الإحباط التي تنذر بالخطر. شرعية النظام أمام أزمة كبيرة وتساءلت صحيفة« الغارديان» البريطانية في افتتاحيتها عن مدى استمرار المثقفين الإيرانيين بتماسكهم، وأضافت أنه سواء ثبت التزوير أم لا، ستواجه شرعية النظام الإيراني أزمة كبيرة في الحالتين في ظل حالة الاستنفار التي يشهدها أنصار الطرفين. times يوم المصير من جانبها تساءلت صحيفة« تايمز» البريطانية عن كيفية مساعدة التيار الإصلاحي في إيران، وشككت في قدرة الحكومة على فعل أي شيء تجاه الأزمة التي تشهدها البلاد. ودعت« تايمز» حكومات ما سمتها بالبلدان المتنورة إلى استدعاء سفرائها ، والتلويح بالمقاطعة , وباتباع إجراءات أخرى، مثل التهديد بعدم الاعتراف بحكومة نجاد الذي وصفته بالريفي "الأخرق" الذي يعيش برأسه في الجنة ورجليه في "الفساد".