استسلم نحو 100 مقاتل من «داعش» بمدينة الرقة السورية خلال الساعات الماضية للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي تقوده الولاياتالمتحدة، وقد تم منع المقاتلين الأجانب من مغادرة معقل التنظيم، ويفترض أن يكون ضمنهم مغاربة. ورغم أن التحالف، الذي تقود قواته عملياتها الجوية ضد تنظيم «داعش» في سوريا منذ شتنبر 2014، لم يكشف جنسيات «الدواعش» المستسلمين، إلا أنه أورد، على لسان المتحدث باسمه الكولونيل رايان ديلون، أنه «لا يسمح للمقاتلين الأجانب بمغادرة الرقة»، مشيرا إلى أن القوات مازالت تتوقع قتالاً عسيرا في الأيام القادمة قبل إعلان نهاية «داعش». في هذا السياق، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن هناك حافلات داخل الرقة لنقل من تبقى من مقاتلي «داعش» وذويهم إلى خارج المدينة، مشددا على أن «كافة المقاتلين السوريين في التنظيم، وعددهم نحو 200، خرجوا من مدينة الرقة خلال الأيام الخمسة الماضية إلى جهات غير محددة». أما عن المقاتلين الأجانب، وضمنهم مغاربة، فقد استسلموا ليلة الجمعة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة، حسب مصادر سورية محلية في الرقة، وتم تحديد عددهم بنحو 150 عنصراً كحد أقصى؛ فيما تحدثت مصادر عسكرية أخرى، للوكالات الدولية، عن وجود حافلات تنتظر خارج المدينة، يرجح أن يكون هدفها إخراج باقي مقاتلي التنظيم المتطرف ونقلهم لاحقا باتجاه منطقة سيطرتهم بدير الزور. ويثار أكثر من سؤال حول مصير مقاتلي «داعش» الأجانب المستسلمين لدى قوات التحالف، وما إذا كان التحالف سيعمل على تسليمهم إلى دولهم في بلدانهم الأصلية أو محاكمتهم عسكريا كما حصل مع مقاتلي تنظيم «القاعدة» في أفغانستان وباكستان الذين تم ترحيلهم إلى سجن «غوانتنامو» في الخليج الكوبي منذ العام 2001، علما أن عددا معتبرا من أجانب «داعش» في الرقة مغاربة، سواء من المقاتلين الذين تم تجنيدهم من المغرب أو عبر دول أوربية، خاصة فرنسا وبلجيكا. ويوجد نحو 929 مقاتلا مغربيا في صفوف «داعش»، من أصل 1664 مقاتلا مغربيا موجودين بكل من سوريا والعراق؛ وفق أحدث الإحصائيات التي كشفها عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، يوجد عدد منهم في الرقة، وفق معطيات أو بنك معلومات قال إنه يتم التوصل إليها في إطار عملية تنسيق بين مختلف المصالح الأمنية المغربية، سواء الداخلية أو الخارجية، تهم جمع المعلومات ودراستها وتحليلها وتتبعها حالة بحالة.