مهربون استغلوا أفراد عائلاتهم كورقة لتوزيع كميات صغيرة وإبعاد شكوك الأمن * سمير زرادي سقط 13 شخصا في عملية «الكوكايين الخام» خلال الأيام القليلة السابقة، يحملون جنسيات مغربية – هولاندية ومغربية – إسبانية. وأفاد الوالي عبد الحق الخيام خلال لقاء إعلامي بحضور منابر وطنية ودولية صباح الأربعاء أن الكميات المحجوزة من الكوكايين الخالص غير مسبوقة في سجلات مكافحة الجريمة المنظمة والتهريب والاتجار الدولي. وأضاف أن عملية إدخال هذه المخدرات إلى المغرب تمت على يد عقلين مدبرين من داخل أسوار السجن، يقضيان عقوبة حبسية لتورطهما في عملية تهريب المادة البيضاء قبل سنوات. وتابع بأن هذه العملية الأكبر من حيث كميتها وقيمتها المالية لاتنفصل عن عملية سابقة تمت في سنة 2013 حيث قامت الشبكة بإدخال 226 طن من الكوكايين. الصيد الأول تحركت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية في 2 أكتوبر الجاري بناء على معلومات دقيقة من مديرية مراقبة التراب الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني تفيد بوجود تحركات مشبوهة. وكانت ضربة المكتب موفقة حين اعترض سيارة بالقرب من سوق مرجان حي الرياض كانت تحمل 56 كيلوغرام من الكوكايين وعلى متنها شخصان مشتبه فيهما. وكانت المفاجأة كبيرة حين كشفت التحريات عن وجود 2٫588 كيلوغرام من الكوكايين مخبأة في ضيعتين، الأولى في منطقة الصخيرات وضيعة ثانية في منطقة واد الشراط، وقادت التحركات الأمنية إلى اعتقال 13 شخصا. تكتيك الشبكة أكد عبد الحق الخيام أن هذه الكمية الهائلة أتت عبر شحنات متفرقة من فنزويلا، مؤكدا أن كارتيلات أمريكا اللاتينية، وبعدما أضحت تواجه خناقا في أمريكا سعت إلى اتخاذ المغرب معبرا لتهريب الكوكايين في اتجاه أروبا، وذلك نظرا للوضعية التي تعرفها منطقة جنوب الصحراء، واختراق تلك البلدان نحو أروبا عبر المغرب. وبعد تمكن الشبكة من وضع الكميات في مخبئها بالصخيرات وواد الشراط، كان يتم تصريف كميات صغيرة تعادل 100 كلغ أو تقل عنه قصد توزيعها في مدن مغربية مثل طنجة وفاس والدار البيضاء ومكناس، بل إن المهربين المتواطئين مع الشبكة كانوا يستعملون أفراد أسرهم وسائل لتمويه يقظة الأمن وإبعاد الشكوك عنهم. كيف وصلت المخدرات الضيعتين؟ كان هذا هو السؤال الذي وجهته العلم إلى الوالي عبد الحق الخيام حيث شكل الحلقة الغائبة في توضيحات المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وماهو المسار الذي تم اتباعه بعد آلاف الكيلومترات بحرا بين فنزويلاوالداخلة، لتهرب هذه الكميات الهائلة من عين المراقبة ونقط التفتيش وتحط غير بعيد عن العاصمة الرباط؟ عبد الحق الخيام أفاد في هذا الجانب أن الشبكة كانت تستعين بمهربين يعرفون الطرق والمسالك التي قد تعين في الإفلات من النقط، فضلا عن استخدام شاحنات التجميد (فريغو) وجعلها مخبأة بشكل دقيق. وارتباطا بسؤال العلم جدد الخيام التأكيد على أن عناصر الجمارك أو الدرك أو الأمن يشتغلون بحس عال من اليقظة رافعا أي شبهة عنهم، وأن الشبكات تحاول مسايرة الجهود الأمنية والكمائن التي تضعها لكشف التهريب. وأشار إلى أن العقلين المدبرين اللذين يقبعان في السجن حاليا لهما امتدادات وعلاقات في كل من ألمانيا وإسبانيا وهولندة والإمارات العربية، مضيفا أن مدة البحث كانت طويلة لتفكيك هذه الشبكة، ولم تتوقف التحريات منذ 2013 تاريخ إحباط العملية الأولى في مراكش، وبناء على ذلك تم كذلك حجز ثمان سيارات تحمل لوحات ترقيم مغربية وإسبانية بالضيعتين، فضلا عن حجز سيارات أخرى بالناضور واعتقال أشخاص آخرين ضمن العناصر الثلاثة عشر في الناضور كذلك، مايعكس حجم العملية وأبعادها الدولية. وبخصوص علاقة هذه العملية بالجريمة المنظمة أو الإرهاب نفى أن تكون إلى الآن معطيات تؤكد تقاطعها مع الإرهاب، كما أن الجريمة المنظمة كما يحددها القانون لا تنطبق على هذه العملية. إلى ذلك ووسط ذهول الصحفيين أكد الخيام أن ميزة هذه الكميات المحجوزة هي أنها مركزة بنسبة 93 في المائة، ما يعني أنه يمكن استخراج حتى ستة أضعاف منها لتوجيهها للاستهلاك، ليكون الحجم الحقيقي عند الاستهلاك هو 12 طنا، أما الكلفة المالية فهي بدورها خيالية: 25 مليار درهم أو 2.75 مليار دولار.. تصنيع الكوكايين بالمغرب ونفى أن يكون هناك مسعى لتصنيع الكوكايين بالمغرب، حيث أكد أحد الخبراء في المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن العملية الوحيدة لتصنيع الكوكايين بالمغرب تعود إلى فترة سابقة من خلال عملية الشريط الحدودي بوشطاط قرب وجدة، حيث استعانت الشبكة بعنصرين من دولة البيرو من أجل البدء في التصنيع محليا، وتم وأدها في مهدها. ولم يشأ الخيام رغم إلحاح الصحافيين الكشف عن هوية الأشخاص الموقوفين باستثناء أنهم يحملون جنسيات مغربية هولندية ومغربية إسبانية، وضمنهم أطراف متزوجون، كما أن ضمنهم أشقاء وعناصر من الصحراء على حد قوله، وقد تمكنت أجهزة المكتب من حجز هاتف مرتبط بالساتل لتتبع تقدم الشحنات عبر البحر وهواتف خلوية، ومبلغ مالي بقيمة 394 ألف أورو وبندقيتين وخراطيش. وكان هؤلاء يسعون إلى تبييض الأموال عبر مشاريع داخل الوطن وخارجه. ضلوع الكيان الانفصالي بخصوص ضلوع الكيان الانفصالي في هذه العملية ذكَّر الخيام بعملية الداخلة التي تم خلالها محاولة تهريب طن و100 كيلغرام من الكوكايين، مشيرا إلى الوضعية الإنسانية التي تعرفها مخيمات تيندوف، والتي تجعل المفر الأوحد هو السقوط في أحضان الجريمة المنظمة وتهريب السلاح. وفتح القوس ليعبر مجددا عن الأسف من عدم تعاون الجهات الجزائرية وترك الحبل على الغارب تستغله الشبكات لاختراق شمال إفريقيا.