كشف عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا أن عدد الموقوفين ضمن الشبكة الإجرامية المتخصصة في التهريب الدولي للكوكايين، ارتفع إلى 13 شخصا، وما تزال الأبحاث جارية لتوقيف باقي عناصر هذه الشبكة التي وصفت بالخطيرة ويتزعمها صاحبا ضيعتين فلاحيتين: بالصخيرات وواد الشراط. وقال الخيام في ندوة صحافية بمقر المكتب المركزي للأبحاث صباح اليوم، إن سجينين يقبعان بالسجن المحلي بسلا، تم استقدامها صباح اليوم لاستماع إلى إفادتهما بخصوص مساهمتهما في تسيير الشبكة من داخل المؤسسة السجنية، مضيفا أن الشبكة التي تم تفكيكها بتنسيق مع مديرية مراقبة التراب الوطني، لها امتداد لشبكة أخرى سبق اعتقال أفرادها بمدينة مراكش سنة 2014-2015.
وأوضح الخيام في اللقاء نفسه أن الشبكة الإجرامية الجديدة تضم شقيقين و6 أشخاص ينحدرون من المناطق الصحراوية، وكانت تستخدم 8 سيارات لنقل الكوكايين إلى مدن الشمال ثم الى باقي المناطق كالناظور و مكناس، كما أن الشبكة اتخذت من ضيعتين في الصخيرات وواد الشراط مكانا للتخزين، قبل أن تتم عملية التوزيع في بعض المدن ثم التصدير نحو أوربا، مؤكدا أن الشبكة تضم مغاربة يحملون جنسيات أوربية وعلى رأسها الهولندية، كانت بعض عناصرها تتكلف باللوجيستيك ونقل البضاعة إلى خارج التراب الوطني.
وأوضح الخيام أن الشحنات القياسية التي تم حجزها من مادة الكوكايين الخام بلغت 2 طن و50 كلغ، كانت تدخل إلى المغرب عبر البحر جنوبا، وتتولى شبكات متخصصة في إيصالها إلى داخل المملكة، إذ شرعت في نشاطها منذ 2013، ولم يذكر الخيام أي اسم اجنبي ضمن هذه الشبكة. كما أوضح أن هذه الشبكة اتخذت من المغرب قاعدة لتخزين الكوكايين الخام، الذي كشفت بشأنه التحريات أن نسبة التركيز فيه بلغت 93 في المائة، بالنظر الى موقعه الاستراتيجي، إذ باتت "الكارتيلات" أو بارونات المخدرات في أمريكا اللاتينية، تعتمد على طريق إفريقيا لتهريب الكوكايين نحوأوربا، بعدما ضيقت السلطات الخناق عليها وأرغمتها على تغيير المسار. وعن مصدر الشحنة القياسية التي تم حجزها، قال عبد الحق الخيام، إنها قادمة من فنزويلا، لكن دون تحديد هوية دولة المنشأ، كما أنها تحمل عدة أسماء بلغة لاتينية ورموز سيارات ك"فولزفاكن"، وأوضح الخيام في الأخير أن الشبكة كانت تستغل العائلات المتوجهة نحو مناطق الشمال لقضاء العطلة، لتهريب المخدرات وترويجها بطنجة.
إلى ذلك، حجزت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية لدى أفراد الشبكة 8 سيارات من أنواع مختلفة كانت تستغلها في عمليات التهريب وعدد من الهواتف النقالة وأجهزة لاسلكية، ورشاشين وكمية كبيرة من الخراطيش ومبالغ مالية بالعملة الصعبة ،الاورو، فيما لا تزال الأبحاث مستمرة لتوقيف متورطين محتملين في الشبكة التي بلغ عدد أفرادها 13 شخصا.
وكان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أعلن أمس الثلاثاء، أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية بتعاون وثيق مع مصالح المديرية العامة للأمن الوطني وبناء على معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تمكن، يوم الاثنين، من تفكيك شبكة إجرامية تنشط في مجال الاتجار الدولي في مخدر الكوكايين.