قال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المعروف اختصارا ب"البسيج" ظهر اليوم الثلاثاء، إن الشبكة الخطيرة التي تم تفكيكها يوم الأحد المتخصصة في التهريب الدولي للمخدرات الصلبة (الكوكايين) لها امتداد في الخارج، وأن التحقيقات ما تزال جارية لتتبع خيوط أكبر شبكة تهريب للمخدرات بين أمريكا اللاتينية وأوربا.
وأكد الخيام، في لقاء اليوم الثلاثاء بمقر "البيسيج" بسلا أمام ممثلي وسائل الإعلام، أن الشحنة القياسية من المخدرات الصلبة التي تم حجزها بسواحل الداخلة، كانت قادمة من إحدى دول أمريكا اللاتينية، قبل أن يتم شحنها في عرض المياه الإقليمية تجاه سواحل مدينة الداخلة على متن باخرة صيد مسجلة تحت اسم ZHAR2 وعدد 634 B- علما أن مالك هذه الباخرة موضوع بحث في قضية مماثلة.
وأضاف الخيام أن عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، نفذت العملية لوحدها، بعد تتبع دقيق لمسار الشحنة منذ انطلاقتها من إحدى الدول في أمريكا اللاتينية، موضحا أن التضييق على نشاط "كارتيلات" المخدرات في أمريكا اللاتينية جعلها تسعى إلى التفكير في إيجاد موقع استراتيجي، وتم تحديد المياه الإقليمية لمدينة الداخلة، حيث تم اعتقال العقل المدبر للعملية واثنين من أعضاء الشبكة البالغة عددها 16 عنصرا، بكل من مدينة أكادير، واثنين أخرين بمدينة طنجة. وأكد الخيام أن الشبكة المذكورة لا يوجد أي أجنبي ضمن أعضائها إلى حدود اليوم، والتحقيقات ما تزال جارية لتحديد باقي الشركاء في الضفة الأخرى أي أوربا.
وقد أظهرت التحريات الأولية التي قامت بها عناصر "البسيج"، أن العقل المدبر لهذه العملية، والمالك الأصلي للباخرة التي تم حجز المخدرات على متنها، من ذوي السوابق القضائية في ميدان تهريب المخدرات، ويستغلان شركات تجارية تنشط في مجال تصدير الأسماك كغطاء وواجهة لممارسة أنشطتهما الإجرامية.
وتأتي عملية إحباط تهريب هذه المخدرات القوية، في إطار المجهودات الحثيثة التي يبذلها المكتب المركزي للأبحاث القضائية الرامية إلى مكافحة الظواهر الإجرامية، خصوصا تلك المتعلقة بالاتجار والتهريب الدولي للمخدرات والارهاب.
ويذكر أن الكمية المحجوزة من الكوكايين والتي تمت معاينتها بمقر "البسيج" كانت موجهة بالكامل نحو أوروبا، وبلغت 1230 كيلو غراما من المادة القوية (الصافية)، واعترف الموقوفون بأن الكمية الأصلية تبلغ حوالي 2575 كيلوغراما، ولم يتم بعد معرفة الطريقة التي تم بها التخلص من باقي الحمولة.