اعرب الرئيس الاميركي، باراك اوباما ، عن ""قلقه العميق"" حيال اعمال العنف التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في ايران ، لكنه اعتبر انه يعود للايرانيين ان يختاروا رئيسهم ، وستحترم الولاياتالمتحدة سيادتهم. وقال اوباما ، بمناسبة محادثات اجراها في المكتب البيضاوي مع رئيس الحكومة الايطالية ، سيلفيو برلوسكوني ، ""اريد ان اقول بوضوح تام ان قرار من سيحكم ايران ، يعود للايرانيين"". واضاف ""نحترم السيادة الايرانية ، ونريد ان نتجنب ان تصبح الولاياتالمتحدة هي المشكلة في ايران"", معربا عن القلق من ان يستغل مناصرو احمدي نجاد تدخلا اميركيا محتملا في الازمة الحالية ، ويتهموا منافسيهم بانهم اداة بيد الولاياتالمتحدة. ورفض بذلك ان تصبح الولاياتالمتحدة ""كرة سياسية"" في ايران ، حيث وصفت في الماضي بانها ""الشيطان الاكبر"". واضاف ""بعد الذي قلته, انني قلق جدا من اعمال العنف التي شاهدتها على التلفزيون"". ثم قال ""يجب على الشباب الايراني ان يعلم ان الولاياتالمتحدة لن تقرر بدل الايرانيين، ولكننا نعتقد انه يجب احترام صوت الايرانيين والاصغاء له"". وكان اوباما يتحدث شخصيا للمرة الاولى عن الانتخابات الايرانية. وقد تجاوز امتحانا صعبا بين التعبير عن الحدود التي يجب على الادارة الاميركية عدم تجاوزها كي لا تبدو انها تتدخل في الشؤون الايرانية, وفي نفس الوقت لا ترغب في ان تبدو كما لو انها تتخلى عن مئات الايرانيين المتظاهرين في طهران. وتعكس تصريحات اوباما الموقف الصعب الذي وضعه فيه فوز احمدي نجاد ، والتظاهرات ضد النتائج الرسمية, التي لم تشهد ايران مثيلا لها منذ فترة طويلة. وقال ان الولاياتالمتحدة ليس لديها مراقبين ميدانيين للحكم على قانونية الانتخابات ، مشيرا الى ان ادارته يجب ان تسلم الى حد كبير بالنتائج التي تعلنها السلطات الايرانية. وقرر اوباما احداث قطيعة مع دبلوماسية سلفه جورج بوش ، والموافقة على ان تفتح ادارته حوارا حازما ، لكن مباشرا مع ايران. واكد مرارا ان ذلك سيتم مع اي كان في السلطة في طهران, الامر الذي اكده ايضا .لكنه اضاف ""من الخطأ ان ابقى صامتا بعد ان شاهدنا ما تبثه شاشات التلفزيون في الايام الاخيرة"". واعتبرت كندا ان الوحشية ضد المتظاهرين في ايران ""غير مقبولة"" ، معلنة انها استدعت دبلوماسيا ايرانيا ، وطلبت منه تفسيرات حول اعتقال صحافي لبعض الوقت. واعرب وزير الخارجية، لورانس كنون ، عن ""قلقه العميق من الوضع الراهن في ايران"" ، ودعا الى ""فتح تحقيق كامل وشفاف حول التزوير الانتخابي"" خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت الاسبوع الماضي. واضاف امام البرلمان ان ""المعاملة الوحشية للمتظاهرين المسالمين من قبل قوات الامن ، امر غير مقبول"". بالاضافة الى ذلك, اوضح كنون ، في بيان له، ان ""حكومة كندا تطالب باحترام الحرية والديموقراطية وحقوق الافراد واعلاء شأن القانون في ايران ، وحث البلاد على التقيد بواجباتها في مجال حقوق الافراد ان على الصعيد القانوني وان على صعيد الممارسة"" ، مطالبا ايضا ب""الاحترام الفوري للالتزامات القانونية لايران المتعلقة ببرانامجها النووي"". في برلين ، قال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينمار، أن وزارته استدعت السفير الإيراني في برلين ، على خلفية التدخلات العنيفة لقوات الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين في أعقاب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران. وأوضح شتاينماير, الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل, في تصريح للقناة الأولى الألمانية (أ إر دي), إن الإجراءات العنيفة ، التي انتهجتها قوات الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين ، "" أمر غير مقبول "". وأشار رئيس الدبلوماسية الألمانية إلى ضرورة التحقيق بدقة في الاتهامات بوقوع مخالفات كثيرة خلال الانتخابات الرئاسية. وكانت إيران قد شهدت ، عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية, التي فاز بها الرئيس محمود أحمدي نجاد, مظاهرات و احتجاجات نفذها أنصار المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي, تدخلت على إثرها قوات الأمن الإيرانية مستعملة الغازات المسيلة للدموع.