أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما ب"شجاعة" المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران في مواجهة ما سماها "الوحشية"، يأتي ذلك في وقت طالبت فيه مجموعة الثماني في ختام اجتماع لوزراء خارجيتها في إيطاليا الجمعة إيران بوقف العنف وتسوية الأزمة من خلال الحوار الديمقراطي. واعتبر أوباما -في مؤتمر صحفي عقده الجمعة بواشنطن مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل- أن شجاعة المتظاهرين على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو/حزيران الجاري، "دليل على سعيهم الدائم من أجل العدالة"، وأن "حقوق الشعب الإيراني في التجمع والتحدث بحرية وسماع أصواتهم هي طموحات عالمية". وأضاف أن المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي -الذي أعلنت النتائج الرسمية خسارته في الانتخابات- "استحوذ على خيال قوى داخل إيران مهتمة بالانفتاح" على الغرب. وأشار أوباما إلى أن الآمال في استئناف المفاوضات مع إيران بخصوص برنامجها النووي "قد تأثرت" بعد الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، لكنه أوضح أن المفاوضات ستستمر رغم ذلك. وأوضح أنه في هذا السياق "ستجرى وتستمر المناقشات على الصعيد الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني، (..) أعتقد أنه سيتعين علينا أن نرى ما ستؤول إليه الأمور في الأيام والأسابيع القادمة". وأكد أوباما أنه لا يأخذ على محمل الجد مطالبة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إياه بالاعتذار عن انتقاد الطريقة التي تعاملت بها سلطاته مع المحتجين على نتائج الانتخابات التي منحت نجاد ولاية ثانية، مضيفا أنه ليس معنيا بهذه المطالبة. وقال إن بلاده وألمانيا متفقتان على إدانة "قمع" السلطات الإيرانية لاحتجاجات المعارضة، التي قال إنها تعرضت "لعنف شنيع، ورغم محاولة السلطات التعتيم عليه فقد رأيناه وندينه". من جانبها طالبت مجموعة الثماني الجمعة إيران بوقف العنف الذي شهدته طهران بعد الانتخابات الرئاسية، وحثتها على تسوية الأزمة قريبا من خلال الحوار الديمقراطي. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في مؤتمر صحفي بختام اجتماع وزراء خارجية المجموعة بمدينة تريستي "نريد أن يتوقف العنف على الفور ونعرب عن تضامننا مع الضحايا"، مضيفا أن "باب الحوار يجب أن يبقى مفتوحا". وأعرب البيان الرسمي للمجموعة عن احترام سيادة إيران، لكنه عبر عن "القلق الشديد لأعمال العنف التي أعقبت الانتخابات وأدت إلى فقد أرواح مدنيين إيرانيين، ونحث إيران على احترام حقوق الإنسان الأساسية بما في ذلك حرية التعبير". وأشار البيان الذي صدر في اليوم الثاني لاجتماع مقرر أن يستمر ثلاثة أيام، إلى أن الأزمة يجب أن تحل قريبا "بالوسائل السلمية والحوار الديمقراطي". ودعت مجموعة الثماني طهران لضمان التعبير عن أن إرادة الشعب الإيراني ستظهر عبر العملية الانتخابية. وفي المقابل عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -العضو بالمجموعة- في تصريحات منفصلة نقلتها وكالة إنترفاكس الروسية عن قلق موسكو من استخدام العنف. ودعا إلى حل الأزمة الناجمة عن الانتخابات بالوسائل الديمقراطية. يشار إلى أن إيران تتهم بريطانيا والولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية، وألغى وزير خارجيتها مشاركة في اجتماع كان مقررا على هامش مؤتمر تريستي لبحث الوضع بأفغانستان.