الحزب يثمن عاليا مجهودات جلالة الملك لإرساء علاقات استراتيجية و متميز مع أمم القارة الافريقية في إطار المؤتمر العام لحزب الاستقلال، نظمت لجنة الوحدة الترابية و الديبلوماسية الموازية ورشة لفائدة المؤتمرين، بسطت فيها مختلف الخلاصات التي خرجت بها اللجنة إبان اجتماعاتها المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر. وقد ترأس هذه الورشة الأخ ماء العينين هيبة العبادلة رئيس اللجنة ،حيث سلط بإسهاب أهم المحطات التاريخية بخصوص ملف الصحراء المغربية، مستحضرا أيضا مواقف حزب الاستقلال التي طالما عبر من خلالها تشبثت بالوحدة الترابية للمملكة، وأن مغربية الصحراء المغربية لا رجعة فيها وغير قابلة للتفاوض أو المساومة، و حق المغرب الثابت وغير القابل للتصرف في استعادة سبتة ومليلية والجزر المتوسطية. وأوضح الأخ ماء العينين هيبة العبادلة أن هذه اللجنة تعد من أهم اللجان المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام، كونها ترتبط بالقضية الوطنية الأولى التي تحظى باهتمام كامل أطياف الأمة المغربية، ملكا وحكومة وشعبا. مضيفا أن رواد الحركة الوطنية الذين كانوا ممثلين في حزب الاستقلال. كانوا في طليعة النضال و الجهاد من أجل وحدة الأمة المغربية، ولهذا الغرض كان اهتمام اللجنة منصبا بالأساس على البعد التاريخي،و كذا الوضع الراهن في أبعاده الأربعة، السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي والثقافي، وقبل هذا وداك البعد الديني. وأشار الأخ رئيس اللجنة الى أن حزب الاستقلال سباقا إلى طرح مقاربة الجهوية الموسعة منذ سنة 2004 عبر اللجنة السياسية المنبثقة عن اللجنة المركزية كطريقة لإيجاد حل للنزاع المفتعل، وذلك بتفويض عدد من الاختصاصات المركزية إلى الجهة وتمكين سكان الأقاليم الجنوبية، من تدبير شؤونهم، في اطار احترام وحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية غير القابلة للمساومة بتوجيهات من جلالة الملك في استشارات وطنية لبلورة الحل المقترح. معتبرا في ذات السياق أن مقترح مشروع الحكم الذاتي الذي تم تقديمه بشكل مبادرة مغربية خالصة سنة 2007، يمكن وصفها بانها أيقونة في فض النزاعات عبر افضل السبل، بما يؤكد وفاء المغاربة ملكا وحكومة وشعبا لإرساء أسس الديمقراطية التي لا رجعت فيها بتمتيع الصحراويين المغاربة باختصاصات واسعة في كل الميادين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لتساهم تلك الربوع الغالية في اغناء التجربة الديمقراطية المغربية التي أضحت الآن نموذجا يحتذى به بالنسبة للدول السائرة في طريق النمو من خلال إرساء مقاربة اللامركزية و عدم التمركز. ومن هذا المنطلق منح جميع المغاربة فرصة المساهمة في المشاركة و ابداء الرأي واتخاذ القرار على المستوى المحلي من خلال المجالس القروية و البلدية والجهوية مع الحفاظ على المشاركة الفعالة في تدبير الشأن الوطني عبر المؤسسات البرلمانية للحفاظ من خلالها على وحدة الأمة المغربية ،كما هو واضح وجلي من خلال دستور 2011. وأردف قائلا إن حزب الاستقلال على مر هذه الفترات آل على نفسه النضال من اجل إرساء هذه التجربة الفريدة وبغية ترجمتها على أرض الواقع ، وهو في هذا المنحى بالإضافة إلى نضاله التاريخي من اجل استقلال المغرب، يثمن عاليا الخطوات الرشيدة لأمير المؤمنين في عودة المغرب إلى افريقيا كيما يطلع بدوره الريادي الذي لا يمكن ان تنافسه فيه حتى الدول العظمى الأوروبية و الأمريكية والأسيوية ،نظرا لعلاقاته الدينية والثقافية و التاريخية المتينة التي تربطه بالقارة الافريقية الضاربة في جذور التاريخ. ومن بين الخلاصات التي جاءت في ورقة اللجنة تأكيد حزب الاستقلال أن مغربية الأقاليم الجنوبية لا رجعة فيها وغير قابلة للتفاوض أو المساومة، ويجدد رفضه لكل المؤامرات التي تستهدف النيل من حق بلادنا الثابت وغير القابل للتصرف في تثبيت وحدتها الترابية. كما يعبر الحزب عن ارتياحه لتنامي التأييد الدولي للمبادرة المغربية للتفاوض حول إحداث نظام للحكم الذاتي في الصحراء، بما يكفل لسكان الأقاليم الجنوبية تدبير شؤونهم بأنفسهم، من خلال هيئات تنفيذية وتشريعية وقضائية، في إطار وحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية. ويشيد الحزب بتمسك سكان الأقاليم الجنوبية بالوحدة الترابية و يهيب بالمنتظم الدولي رفع الحصار عن المحتجزين في مخيمات تيندوف الذين يعانون منذ حوالي 44 سنة، أنواع القهر والتسلط، وتمكينهم من العودة إلى وطنهم المغرب والمساهمة في بنائه. ويدعو الحزب إلى تعزيز الدبلوماسية الحزبية والبرلمانية الشعبية في الخارج لخدمة القضية الوطنية،و مواصلة اليقظة والتعبئة لإفشال مؤامرات خصوم وحدتنا الترابية والانتصار لمبادرة الحكم الذاتي في إطار وحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية. ويهيب التقرير بجميع أجهزة الحزب على امتداد التراب الوطني بإقامة ندوات فكرية في جميع ربوع المملكة بهدف التعريف بزعماء الحركة الوطنية في الجنوب المغربي ومقاومي ومناضلي حزب الاستقلال وذلك حسب دور كل واحد منهم في المقاومة ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي. ويؤكد الحزب حق المغرب الثابت وغير القابل للتصرف في استعادة سبتة ومليلية والجزر المتوسطية،و أن عهد الاستعمار قد ولى بدون رجعة وأن إسبانيا لن تنجح في محاولاتها اليائسة لإدامة الاحتلال المحكوم بالزوال. وبالنسبة للحدود الشرقية يشدد الحزب تشبثه بالحق المشروع في الصحراء الشرقية ويعتبر الأمر غير قابل للتقادم مع حرصه على بناء المغرب الكبير بإلغاء جميع الحدود بين أقطاره باعتباره أمل شعوب المنطقة ومقوما حيويا لتحقيق نهضتها الاقتصادية والاجتماعية المنشودة. وعلى المستوى الداخلي ترى مخرجات هذه اللجنة أن تقوية الجبهة الداخلية بالتعبئة على المستويات الرسمية والتنظيمات الحزبية والنقابية وتمثيليات المجتمع المدني من أجل حشد جميع قوى الشعب المغربي للدفاع عن وحدة الأمة الترابية والوطنية مع العمل على تنزيل الدستور على المستوى العمودي والأفقي بتأهيل الجهوية الموسعة في جميع ربوع المملكة لكي تكون أداة فعالة في خدمة الوحدة الوطنية على المستويات السياسية و الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية.