أكد مشروع تقرير لجنة الوحدة الوطنية والترابية، التي يرأسها الأستاذ ماء العينين هيبة العبادلة، داخل المؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال أن مغربية الأقاليم الجنوبية خيار لا رجعة فيها وغير قابلة للتفاوض أو المساومة ويجدد رفضه لكل المؤامرات «التي تستهدف النيل من حق بلادنا الثابت وغير القابل للتصرف في تثبيت وحدتها الترابية». وأضاف التقرير أن الحزب يعبر عن اعتزازه الكبير بدور القوات المسلحة الملكية بقيادة قائدها الأعلى ورئيس أركان حربها العامة جلالة الملك محمد السادس وقوات الدرك الملكي والأمن الوطني و القوات المساعدة، في حماية التراب الوطني والذود عن حوزته. كما يعبر الحزب عن ارتياحه لتنامي التأييد الدولي للمبادرة المغربية للتفاوض حول إحداث نظام للحكم الذاتي في الصحراء، بما يكفل لسكان الأقاليم الجنوبية تدبير شؤونهم بأنفسهم، من خلال هيئات تنفيذية وتشريعية وقضائية، في إطار وحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية. كما عبر مشروع التقرير أن الحزب سجل بأسف كبير أن السلطات الجزائرية ما تزال تواصل معاكسة حق المغرب في تثبيت وحدته الترابية، وتوجهت اللجنة في مشروعها بنداء صادق إلى «الأشقاء في الجزائر»، من أجل تيسير الحل السياسي التوافقي والواقعي المتمثل في مبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب، وطي صفحة الماضي والانخراط في توجه شعوب الاتحاد المغاربي نحو مستقبل تكرس فيه طاقاتها لتحقيق تطلعاتها الحقيقية إلى العيش في اتحاد مغاربي موحد وآمن ومستقر، يضمن لها التنمية والعيش الكريم والمواطنة الكاملة. كما جدد مشروع التقرير دعوة الأشقاء في الجزائر إلى انتهاز الفرصة التاريخية التي تتيحها مبادرة الحكم الذاتي، لفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين و»تحصين المنطقة المغاربية من نزعة «الانفصال والبلقنة والهيمنة». كما أشاد مشروع التقرير بتمسك سكان الأقاليم الجنوبية بالوحدة الترابية ويهيب بالمنتظم الدولي رفع الحصار عن إخواننا المحتجزين في مخيمات تيندوف الذين يعانون منذ حوالي 37 سنة، أنواع القهر والتسلط، وتمكينهم من العودة إلى وطنهم المغرب والمساهمة في بنائه. في السياق ذاته أشاد مشروع التقرير بالمبادرات الدبلوماسية لجلالة الملك وباستمرار تآكل المشروع الانفصالي على الصعيد الدولي، بسحب مجموعة من الدول اعترافاتها بالجمهورية الوهمية. كما دعا إلى تعزيز الدبلوماسية الحزبية والبرلمانية الشعبية في الخارج لخدمة القضية الوطنية، ومواصلة اليقظة والتعبئة لإفشال مؤامرات خصوم وحدتنا الترابية والانتصار لمبادرة الحكم الذاتي في إطار وحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية. كما دعا إلى تضمين مشاريع تقارير لجن الوحدة الترابية المستقبلية لأسماء الزعماء اللامعين الذين قدموا أدوارا ريادية في الحركة الوطنية بقيادة حزب الاستقلال في مختلف الحقب التاريخية، والاحتفاء بقادة حزب الاستقلال في الجنوب المغربي في جميع ربوع المملكة المغربية على مدار الخمس سنوات القادمة من طرف فروع ومفتشيات حزب الاستقلال مع إطلاق أسماءهم على المؤسسات الثقافية والعمومية وعلى شوارع المدن التي يديرها حزب الاستقلال أو الأحزاب المتحالفة معه. وبخصوص قضية سبتة ومليلية أكد التقرير أن إسبانيا ما تزال تواصل بعناد احتلال مدينتي سبتة ومليلية والجزر المتوسطية. وذكر مشروع التقرير أن «حزبنا منذ الاستقلال دعا إلى جلاء الاستعمار الإسباني عن ثغورنا الشمالية وقام بالعديد من المبادرات لحث الحكومات الإسبانية المتعاقبة على معالجة هذا الملف الحيوي بالنسبة لشعبنا بتصفية الاستعمار عن المدينتين والجزر الشمالية». كما أكد أن المملكة تعتبر دائما أن سبتة ومليلية والجزر الواقعة على الساحل المتوسطي للمملكة، هي أرض مغربية ولابد من جلاء الاحتلال الإسباني الأجنبي عنها. وتجسيدا لاعتبار المدينتين والجزر المتوسطية جزءا لا يتجزأ من التراب الوطني، قال التقرير إن المغرب طرح بمجرد حصوله على الاستقلال مسألة إنهاء احتلال إسبانيا لأراضيه في الشمال والجنوب وقال المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه في خطابه في فبراير 1958 إننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا عبر التاريخ. وشدد المشروع على حق المغرب الثابت وغير القابل للتصرف في استعادة سبتة ومليلية والجزر المتوسطية. واعتبر أن الحزب يؤكد أيضا أن عهد الاستعمار قد ولى بدون رجعة وأن إسبانيا لن تنجح في محاولاتها اليائسة لإدامة الاحتلال المحكوم بالزوال. وبالنسبة للحدود الشرقية للملكة أكد التقرير كذلك أن الحزب يؤكد تشبثه بحقوق المغاربة في صحرائهم الشرقية غير القابل للتقادم مع حرصه على بناء المغرب الكبير بإلغاء جميع الحدود بين أقطاره باعتباره أمل شعوب المنطقة ومقوما حيويا لتحقيق نهضتها الاقتصادية والاجتماعية المنشودة. واعتبر أنه بغية تحقيق هذه الأهداف يجب حشد الدعم العالمي ولاسيما مساندة الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن و استمالة تعاطف الأعضاء الآخرين الغير الدائمين. والاستفادة من مناخ التغيير في العالم العربي المناوئ للجزائر في الظرف الراهن و ربط علاقات قوية مع الدول التي حصل فيها تغيير بهدف استمالة رأيها العام ولاسيما أنها تعيش مسلسلات ديمقراطية أصبح الرأي الشعبي العام هو السيد. إعادة تعبئة دول عدم الانحياز و تعبئة الدول الإفريقية بغية عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لإرساء الشرعية لهذه المنظومة الإقليمية التي رأت النور في الدارالبيضاء. بالإضافة إلى تقوية الجبهة الداخلية بالتعبئة على المستويات الرسمية والتنظيمات الحزبية والنقابية وتمثيليات المجتمع المدني من أجل حشد جميع قوى الشعب المغربي للدفاع عن وحدة الأمة الترابية والوطنية مع العمل على تنزيل الدستور على المستوى العمودي والأفقي بتأهيل الجهوية الموسعة في جميع ربوع المملكة لكي تكون أداة فعالة في خدمة الوحدة الوطنية على المستويات السياسية و الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وأعقب تقديم التقرير نقاشات نوهت بالتقرير وأشادت بالدور الذي لعبه حزب الاستقلال في الدفاع عن الوحدة الوطنية للمملكة، تناول العديد من القضايا وفي مقدمتها ملف أقاليمنا الجنوبية.