يكثف المسؤولون الجزائريون الضغط على الحكومة الموريتانية، ضغطا ليس بالعنف والإكراه، بل إنه ضغط لين ومرن، الهدف منه جر نواكشوط إلى الضفة التي يقف فيها المسؤولون الجزائريون في استعداء عنيف، للمصالح المغربية، إنهم يعتقدون ويؤمنون بقدرتهم الفائقة على استثمار الظروف التي تبدو صعبة والتي تمر بها العلاقات المغربية الموريتانية. فليس من البراءة في شيء أن يبدي المسؤولون في الجزائر حماسا قويا بهدف الإسراع في عملية بداية الأشغال في بناء معبر حدودي يربط الجزائر وموريتانيا، وقد نجح فعلا المسؤولون الجزائريون في هذا الرهان، إذ تم وضع الحجر الأساس لبناء أول معبر حدودي بين البلدين يوم أول أمس الأربعاء، وتم اختيار النقطة التي تبعد 75 كلم عن مدينة تندوف الخاضعة للسيطرة الجزائرية كنقطة لانطلاق الطريق الذي سيربط تندوف ومدينة الزويرات الموريتانية. وعلم أن المعبر سيكون جاهزا في أجل أقصاه ثلاثة أشهر، والهدف طبعا من بناء هذا المعبر هو إضعاف المعبر الحدودي الكركرات الرابط بين المغرب والجزائر . وليس بريئا أيضا أن الدعوة المستعجلة التي وجهتها السلطات الجزائرية إلى نظيرتها الموريتانية لعقد اجتماع مستعجل للجنة التقنية التي التأمت فعلا بمدينة تندوف الخاضعة للسيادة الجزائرية. المسؤولون الجزائريون الذين يترصدون تفاصيل الوقائع والمعطيات المتعلقة بالمغرب يرون ويقدرون أن الظروف أضحت مواتية لتوفير شروط التصعيد في العلاقات المغربية الموريتانية، لذلك تراهم يسارعون بإلقاء ما يجب من رزم الحطب إلى النيران التي تبدو لهم ملتهبة في العلاقات ما بين المغرب ونواكشوط . إن المسؤولين الجزائريين يهمهم كثيرا في إطار فهم استثنائي لما يجب أن تكون عليه الأوضاع في المنطقة إقصاء المغرب من كل ما من شأنه أن يحقق مكاسب ما، وفرض عزلة خانقة عليه ليتحقق لهم الاستفراد بالمنطقة وتحقيق مراميهم الخبيثة المضرة بمصالح الشعب المغربي، ويرون أن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية هو المفتاح المناسب لذلك. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected]