قالت وسائل إعلام إن عناصر من القوات المسلحة الملكية انتقلت إلى المعبر البري الكركارات مدعومة بفرق من مشاة الجيش، كما شهد المعبر الحدودي إنزال مكثف لقوات حفظ السلام ، التابعة للبعثة الاممية « مينورسو ». وأضافت أنه لم يعرف أسباب هذه التحركات، لكن وسائل إعلام موريتانية ربطتها بعزم الجزائروموريتانيا فتح معبر دولي جديد تندوف الزويرات بهدف عزل المغرب. وقال محمد الزهراوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، في تصريح خص به « فبراير »، إنه يمكن فهم انتقال القوات المسلحة الملكية مدعومة بفرق من مشاة الجيش في هذه الظرفية إلى معبر الحدودي الكركرات من خلال استحضار مجموعة من الاعتبارات الأساسية،مضيفا » سيما وأن أزمة الكركرات تم حسمها سابقا وبشكل صارم من طرف مجلس الأمن، الذي أجبر ميليشيات البوليساريو على الانسحاب من المنطقة أواخر شهر أبريل الماضي ». وأجمل الزهراوي الأسباب التي تنذر بعودة أزمة الكركرات في ثلاثة فرضيات رئيسية، وبالنسبة للفرضية الأولى يرى أن تحرك الجيش المغربي يندرج في إطار الحملات التمشيطية العادية والروتينية التي يقوم بها على الحدود مع موريتانيا،وتابع » سيما وأن هذه الحدود تكتسي أهمية بالغة للأمن القومي المغربي، سواء من خلال التصدي لمحاولة تسلل الإرهابيين أو تشديد الرقابة ومحاصرة المهربين ». وأرجع االمتحدث نفسه الفرضية الثانية لهذا التحرك إلى ارتباطها » ببعض التسريبات التي تفيد أن الجزائروموريتانيا تعتزمان فتح معبر دولي تندوف الزويرات ، لذلك يحاول المغرب استباق أي محاولة لعزله على مستوى معبر الصحراء الذي يعتبر عمقا استراتيجيا بالنسبة إليه ». أما الفرضية الثالثة لهذا التحرك في هذه الظرفية فقد ربطها أستاذ العلوم السياسية » ببعض الاستفزازات والتحركات التي تقوم بها ميليشيات البوليساريو في المنطقة » . وتابع « وما يقوي هذه الفرضية هو ان انتقال الجيش المغربي كان معززا بإفراد من قوات المينورسو ، حيث أن حالة الجمود التي طالت ملف النزاع حول الصحراء أدى إلى ظهور بعض التصدعات داخل جبهة البوليساريو. وهو الأمر الذي جعل قيادة هذه المنظمة الانفصالية تبحث عن حلول للخروج من هذا المأزق، وذلك بمحاولة استفزاز المغرب وخلق أزمة بالمنطقة ، بغية الضغط على المنتظم الدولي لمحاولة طرح النزاع على الساحة الدولية ».