ضيع المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم أول أمس الأحد فوزا كان في متناوله واكتفى بالتعادل أمام مضيفه الكامرون في المباراة التي جمعت بينهما في العاصمة ياوندي برسم الجولة الثانية من تصفيات المجموعة الإفريقية الأولى المؤهلة إلى نهائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010, المقررتين على التوالي في جنوب إفريقيا وأنغولا. وكان الفريق المغربي قاب قوسين أو أدنى من العودة بثلاث نقاط الفوز من قلب ياوندي لولا تسرع وعدم تركيز مهاجميه الذين أهدروا العديد من الفرص السانحة للتسجيل. وبرأي محللين تقنيين فإن أحسن نتيجة يمكن أن تخدم مصالح المنتخب المغربي في مباراته أول أمس أمام الكامرون كانت هي التعادل لأن هزيمة هذا الأخير أمام المغرب كانت ستقتل حظوظه في المنافسة على التأهل وبالتالي ستجعله يتراخى في مبارياته المقبلة خصوصا أمام الغابون متصدرة ترتيب المجموعة الأولى برصيد ست نقاط والتي سيحل ضيفا عليها يوم السبت 20 يونيو الجاري في ليبروفيل، لذلك فنتيجة التعادل أبقته في دائرة المتنافسين على بطاقة المونديال شأنه في ذلك شأن المغرب الذي بعد نكسته الأولى في ميدانه أمام الغابون أحيى آماله من جديد، لكن شريطة فوزه في مواجهاته القادمة والبداية أمام الطوغو (الثاني بثلاث نقاط) بعد 11 يوما بالرباط. واستفاد المنتخب المغربي كثيرا من الوضعية «المتزعزعة» التي يمر منها الفريق الكامروني برحيل مدربه الألماني أوتو بيفستر وبشيخوخة أبرز لاعبيه كالمدافع سونغ والظهير الأيمن جيريمي ولاعب الوسط وومي، وهذا على الرغم من حضور نجم برشلونة الاسباني صامويل إيتو الذي كان وجوده في المباراة كعدمه حيث لم يشكل أية خطورة تذكر على الدفاع المغربي. ولم يختبر الحارس المغربي نادر لمياغري في الشوط الأول بشكل كبير اللهم في مناسبة واحدة وكانت في الدقيقة 13 عندما سدد اللاعب أكيل إيمانا بقوة تجاه لمياغري لكن كرته ذهبت عاليا.. في مقابل ذلك أتيحت للاعبين المغاربة عدة فرص خصوصا بواسطة كل من كريتيان بصير (د4) ومنير الحمداوي (د8 و40). وخلال الشوط الثاني حاول الكامرونيون الاندفاع نحو المعترك المغربي بغية إرباك العناصر الوطنية لكن محاولاتهم باءت بالفشل خصوصا بلجوء المغاربة إلى مصيدة التسلل وكذا «قطع الماء والضوء» من طرف المدافع المهدي بنعطية على المهاجمين الكامرونيين.. ويمكن اعتبار بتعطية الربح الكبير للمغرب من هذه المباراة لما أبداه من روح قتالية وانضباط في خط الدفاع. وأهدر هداف الدوري الهولندي منير الحمداوي في هذا الشوط فرصتين حقيقيتين في الدقيقتين 65 و72 عندما انفرد بالحارس كارلوس كاميني في مناسبتين لكنه لم يستغلهما بالشكل المطلوب. وشهدت الدقائق الأخيرة من المباراة تراجعا في أداء اللاعبين المغاربة، وهو ما فسح المجال أمام الكامرونيين للاندفاع أكثر لكن دون الوصول إلى مرمى الحارس نادر لمياغري لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي بدون أهداف . ورغم هذه النتيجة التي تركت المغرب في المركز الأخير رفقة الكامرون، إلا أن معظم الجماهير المغربية عبرت عن ارتياحها لعودة الروح القتالية واللعب الرجولي للعناصر الوطنية، مستعيدين ثقتهم في الأسود ومتمنين أن تخدمهم الظروف المقبلة لانتزاع ورقة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا.