ايمانويل غوجون (ا ف ب) يدرك ضباط قوة الاتحاد الافريقي لحفظ السلام في الصومال التحدي الذي تنطوي عليه مهمتهم: انهم خط الدفاع الوحيد عن المؤسسات الانتقالية الصومالية في مقديشيو رغم افتقارهم الى الامكانات. وقوة الاتحاد الافريقي هي الوحيدة المدربة والمنضبطة في ساحة القتال الصومالية, وتمثل درعا للحكومة الانتقالية الصومالية ، انطلاقا من سيطرتها على المواقع السيادية الاستراتيجية ، مثل مطار العاصمة الدولي ، والميناء ، وصولا الى القصر الرئاسي، حيث مقر الحكومة. ويؤكد الكولونيل جاك باكاسومبا ، القائد العملاني للكتيبة الاوغندية في القوة الافريقية، ان ""الحكومة الانتقالية الصومالية لا يمكنها الصمود في معزل عنا (...) فقواتها تفتقر الى عامل محفز, وقيادتها وتخطيطها اللوجستي وانضباطها متواضعة جدا لتقاتل في شكل فاعل"". ويضيف ""اذا انسحبت القوة الافريقية ، فهذا يعني نهاية الحكومة الانتقالية"". ومنذ السابع من ماي, يشن المسلحون المتطرفون هجوما دمويا على الاحياء التي تسيطر عليها الحكومة في مقديشيو. وبعدما تمكنت من صدهم, شنت القوات الحكومية هجوما مضادا، لكنها لم تنجح في الحفاظ على مواقعها المستعادة. ولا تزال «حركة الشباب المجاهدين» تسيطر على القسم الاكبر من العاصمة، وتواصل عمليات القصف, واحيانا بوسائل احدث مما كانت تستخدمه سابقا, وخصوصا قذائف هاون، من عيار120 ملم ، حسب القوة الافريقية, مما يعني ان المسلحين يفيدون من امدادات خارجية. ويوضح اللفتنانت كولونيل فرنسيس شيمو، نائب قائد القوات الاوغندية في القوة الافريقية ، ان ""هجمات الشباب تتصاعد ببساطة ، لانهم سيطروا على كل القرى في جنوب مقديشو وشمالها"". ويضيف ""حاولوا مرارا مهاجمة مواقعنا او مواقع القوة البوروندية, لكنهم اخفقوا, لذا يكتفون بقصفنا. لا يزال عددنا قليلا على الارض، ولا يمكننا توسيع انتشارنا"". وينتشر حاليا4300 جندي اوغندي وبوروندي ، منذ مارس2007 في مقديشيو, من اصل ثمانية الاف كان مقررا انتشارهم. وخسرت القوة الافريقية حتى الان43 عنصرا ، واصيب منها اكثر من مئة جندي. وتبدو استراتيجية المسلحين واضحة: انهم لا يهاجمون القوة الافريقية حتى الان لاثبات عدم فاعلية القوات الحكومية، وتلك التابعة للرئيس شريف شيخ احمد الذي انتخب في نهاية يناير الفائت. وسيبحث الاتحاد الافريقي ، في يونيو المقبل، تعزيز مهمة القوة الافريقية, وخصوصا بعدما طالبت الهيئة الحكومية للتنمية ( ايغاد) بذلك. وتضم «ايغاد» ست دول في شرق افريقيا. لكن الاراء تتضارب حول هذه القضية. فالقوة الافريقية تأمل في الحفاظ على درجة من الحياد. ويشدد الجنرال فرنسيس اوكيلو ، القائد العام للقوة ، على ان ""المهمة لا تحتاج الى تعزيز. حصول ذلك يعني ان العنف سيتصاعد. ومن الناحية القانونية, وحدها الاممالمتحدة تستطيع تنفيذ عملية لفرض السلام"". في المقابل, يعتبر احمد ولد عبدالله ، الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة في الصومال، ان ""القوة الافريقية تحتاج الى مزيد من الجنود لتواصل حماية المؤسسات الصومالية ، وتمنح الحكومة الانتقالية الصومالية مزيدا من الوقت لتنظيم نفسها"".