سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم السبت، الضوء على فوز الرئيس الكيني المنتهية ولايته أوهورو كينياتا، بفترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات، ورأت أن هناك تحديات جسيمة في انتظار الرئيس عليه مواجهتها خلال الفترة المقبلة.
وقالت الصحيفة، في تعليق لها بثته على موقعها الإلكتروني "إن كينياتا سوف يحكم دولة يتوقع اقتصاديون أن تشهد نموا ملحوظا خلال السنوات القادمة، ولكن لن يخلو الأمر من تحديات عميقة تواجه المؤسسات العامة، بداية من قوات الأمن وصولا إلى قطاع الصحة، فعلى الرغم من أن كينيا تعد دولة ديمقراطية نابضة بالحياة، إلا أن شعبها يفقد الثقة في قدرة حكومته على تقديم يد المساعدة له". وأضافت "أن واحدا من أسباب اشتداد المنافسة في الانتخابات الكينية، يتمثل في حقيقة أن الحكومة المركزية هناك تعد آلة سياسية مربحة للغاية"، مشيرة إلى تقرير صدر عن النائب العام الكيني بالعام الماضي، يؤكد أن ما يقرب من مائتي مليون دولار أمريكي، كانت مخصصة لجهاز رعاية الشباب ذهبت إلى شركات احتيالية بعضها له صلات بسياسيين، فيما قررت الولاياتالمتحدة في وقت سابق من هذا العام، وقف مساعدات قيمتها 21 مليون دولار كانت مخصصة لقطاع الصحة في كينيا بسبب مزاعم فساد". وحتى عقب إعلان فوز كينياتا، أوضحت الصحيفة أن المنافس المعارض رايلا أودينجا، ظل يشكك في نتائج ونزاهة الاقتراع، زاعما بأن قاعدة البيانات الخاصة بلجنة الانتخابات اخترقها قراصنة، ما أدى إلى إخفاء النتائج الحقيقية التي تكشف فوز أودينجا وليس كينياتا. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس كينياتا، 55 عاما، هو ابن أول رئيس لكينيا، جومو كينياتا، وينحدر من قبيلة كيكويو العرقية، والتي أحكمت سيطرتها على السياسة هناك منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1963، وعلى الرغم من اتهام حكومته بالضلوع في العديد من أعمال الفساد، حاول كينياتا دوما الحفاظ على صورته كمصلح.
وتابعت الصحيفة تقول، إنه على الرغم من اعتبار كينيا نموذجا للاستقرار السياسي والاقتصادي في شرق إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنها تعاني من الولاءات القبلية، ففي عام 2007 لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم في أعمال عنف طائفي، بعدما خسر أودينجا وقتها السباق الانتخابي وسط مزاعم بتزوير الأصوات. كما أشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن هذا الأسبوع شهد تحول العاصمة نيروبي من مدينة تعج بالحياة وتعاني من ازدحام مروري معتاد، إلى مدينة أشباح، بعد مغادرة العديد من الأسر خوفا من اندلاع أعمال عنف، وحتى صباح يوم أمس، وأثناء انتظار الإعلان عن النتائج الرسمية، نظم مؤيدوا أودينجا تظاهرة صغيرة في بعض مناطق العاصمة، للتنديد بخسارته في الانتخابات، وصاحوا "بدون أودينجا لا يوجد سلام". بعد إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة: تحديات جسيمة في انتظار رئيس كينيا