* العلم: إيمان اسويني عبرت جهات مسؤولة في فرنسا عن استيائها من انتشار قاصرين مغاربة في أحياء وشوارع العاصمة باريس. من بينهم مجموعة أطفال منعزلين يقيمون بمنتزه " Alain-Bashung" تتراوح أعمارهم ما بين 10 و17 سنة، ضمنهم فتيات صغيرات اتخِذت إجراءات أمنية عاجلة من أجل إيوائهن. وعبر سكان هذه الأحياء كما السلطات عن صدمتهم تجاه وضعية هؤلاء الأطفال الذين قرروا بمحض إرادتهم مغادرة بلادهم والمخاطرة بحياتهم في سبيل تحقيق حلم الهجرة إلى فرنسا. وكشفت رسالة تلقاها السكان أن الوضع الصحي للأطفال مقلق، كما أشارت إلى أعمال العنف الكثيرة التي يرتكبها هؤلاء. وذكر ملحق البلدية، أن الإجراءات التي اتخذت لوقف هذه الظاهرة الخطيرة قد حققت النتائج المرجوة، وذلك بفضل تظافر جهود السلطات بما فيها الجمعيات والشرطة والخدمات الاجتماعية والصحية ما أدى لاختفاء هؤلاء الصغار من المحيط العام. وبعد استفسار البلدية الفرنسية للسلطات القنصلية المغربية، خلصت الأخيرة إلى أن رحيل القاصرين من بلدهم كان اختيارا إراديا. ونفى إدريس الخرشي رئيس جمعية العمال المغاربة بفرنسا، أن يكون القاصرون أيتاما، وكان قد اقترح نقل نفس الفريق المكون من اثني عشر قاصرا إلى مقر الجمعية الواقع قرب المنتزه، لتوفير الطعام والملابس ومكان للنوم والأهم لتعبئة هواتفهم ليتمكنوا من استخدام الأنترنت. وأكد لخرشي، أن هؤلاء الأطفال يكذبون في كل مرة يتصلون فيها بأسرهم لطمأنتهم بأن كل الأمور تسير بخير وأنهم يتوفرون على مأوى ولا يفتعلون المشاكل. وأضاف أنهم ينحدرون من مناطق شمال المغرب كطنجة، تطوان، والحسيمة… وقد هاجروا رغبة في الحصول على عمل، وذلك عبورا بإسبانيا، بعضهم مختبئين في شاحنات نقل البضائع. ليضيف أنه يسمعهم أحيانا يتحدثون مع رفاقهم الذين وصلوا إلى الدانمارك أو مع آخرين ظلوا في المغرب لتشجيعهم على الالتحاق بهم. وأشار إلى أن أعداد هؤلاء المهاجرين تصعب معرفتها. في حين قدر المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج عدد المهاجرين بباريس بمائة. تقدير يستحيل تأكيده كما يستحيل تأكيد عدد الشكاوى المقدمة ضدهم حول السرقة والعنف. وقبل أربعة أشهر، انتابت سكان الحي حالة من الحزن بدل القلق جراء رؤية الأطفال نائمين بين السيارات، ويتعاركون فيما بينهم. أفاد أحد السكان يقطن بعمارة تطل على المنتزه أنه يلاحظ أطفالا صغار يدفنون وجوههم في أكياس بلاستيكية، ليصرخوا بعدها بألم لا يحتمل في الليل. وأشار أحد الأخصائيين النفسيين إلى أن هؤلاء المراهقين يتناولون المخدرات عن طريق الاستنشاق فيثملون بسرعة ليبدؤوا بالهلوسة وأعمال العنف قبل أن يفقدوا إدراكهم تماما. وفي رسالة إلى السكان أعلنت البلدية أن مجهودات الجمعيات مستمرة لمواجهة الظاهرة. حيث سيتم إنشاء مركز رعاية نهارية، ومكان يقضي فيه الأطفال الليل بالتنسيق مع النيابة العامة. وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة تشرد القاصرين المغاربة في فرنسا وأوروبا عموما آخذة في التوسع يوما بعد يوم بصورة رهيبة تدعو للقلق والتساؤل عن مصير هؤلاء الأطفال الذين سقطوا ضحية الفقر والجهل وقلة الوعي، ليلقوا بأنفسهم في الشوارع ويصبحوا ضحية للإدمان الذي يدفعهم إلى الإجرام والعنف. مواجهين مستقبلا مظلما ومجهولا في ظل سياسة الهجرة التي ازدادت صرامة في الوقت الحالي.