احتجزت السلطات المغربية مساء الثلاثاء 4 سبتمبر، 73 من مهاجري دول جنوب الصحراء بمدينة وجدة شرق البلاد في انتظار استكمال اجراءات ترحيلهم الى الحدود الجزائرية حسبما افادت مصادر حقوقية. وقال الحسن عماري عضو اللجنة المركزية للهجرة داخل الجمعية المغربية لحقوق الانسان، لفرانس برس "حتى حدود الساعة السابعة مساء تحتجز السلطات 73 مهاجرا لاستكمال اجراءات ترحيلهم الى الحدود الجزائرية". واضاف عماري "ان طريقة التعامل مع هؤلاء غير انسانية وفيها الكثير من العنف والتجاوزات، ومن المنتظر ان ترحلهم السلطات الى الحدود مع الجزائر، حيث ترغمهم على عبور واد يشبه المنطقة العازلة، عرضه يفوق 200 متر". وشرح العماري ان هؤلاء المهاجرين "يضطرون لعبور الواد، واذا ما سقطوا في أيدي الجزائريين يعاملونهم بالمعاملة نفسها حيث يطردونهم ليعودوا الى المغرب". وافاد عماري لفرانس برس ان "حيي التقدم والنهضة في العاصمة الرباط يشهدان بدورهما مداهمات واعتقالات لاستكمال اجراءات ترحيل المهاجرين الى الحدود الجزائرية". وكانت السلطات المغربية قد رحلت مساء الاثنين نحو الجزائر مئتي مهاجر غير شرعي منهم نحو 170 في شمال البلاد و30 من العاصمة الرباط، بطريقة وصفتها مصادر حقوقية كانت حاضرة اثناء الترحيل ب"اللاانسانية وغير المحترمة لحقوق الانسان والقانون". من جانبها، طردت القوات الاسبانية والمغربية ليل الاثنين الثلاثاء 81 مهاجرا كانوا لا يزالوا موجودين على جزيرة اسبانية صغيرة مقفرة قريبة من المغرب، وقامت بترحيل معظمهم الى المغرب. وقال متحدث باسم الحرس المدني الاسباني لوكالة فرانس برس ان القاصرين والنساء نقلوا الى الاراضي الاسبانية، والاخرون طردوا عند الفجر" مشيرا الى ان اسبانيا والمغرب نفذتا العملية "معا" بدون تسجيل "اي حادث". ونددت جمعيات حقوقية اسبانية بعملية الترحيل معتبرة انه يتم التعامل بشكل غير انساني مع المهاجرين غير الشرعيين مع خرق لقواعد الترحيل والاتفاقيات الدولية. وكان 87 مهاجرا قدموا من افريقيا جنوب الصحراء، نزلوا في الايام الاخيرة في جزيرة الارض (ايسلا دي تييرا) الصغيرة والخالية من السكان، والتي يمكن الوصول اليها سباحة من شاطىء مغربي. واعلنت مدريد ان الاجلاء تم على مرحلتين، وقالت الداخلية ان "عشرة مهاجرين هم قاصرون وامهات تمت اعادتهم الى اسبانيا وهم حاليا في مليلية". وذكرت وسائل الاعلام انهم يخضعون لاشراف طبي. في المقابل، تم ارسال "73 مهاجرا الى المغرب لاعادتهم الى بلدانهم" الامر الذي اكدته الرباط. واورد مصدر امني مغربي ان قوات الامن "تولت امرهم" في انتظار ترحيلهم الى الحدود الجزائرية التي عادة ما يدخل منها المهاجرون الى المغرب. وتراهن اسبانيا على مزيد من التعاون مع المغرب لتفادي تكرار حالات مماثلة. وقال محافظ مليلية الاسباني عبد المالك البركاني للاذاعة الوطنية الثلاثاء ان "الرد المشترك للحكومتين الاسبانية والمغربية والاتحاد الاوروبي يقضي بقول )كفى) لمن يمارسون الاتجار بالبشر".