بعد مرور أيام قليلة على إحداث بطاقة الفنان وما شاب تسليمها حتى الآن تصاعدت الكلمات والأقاويل بشأنها وبشأن المقاييس التي اعتمدتها أو تعتمدها لجنة منحها المحول لها من وزارة الثقافة والتمحيص والتدقيق في الهويات قبل الموافقة عن منحها في دفعات والحديث يدور حول 5000 طلب أمام هذه اللجنة. ومما هو طاغي من الكلام داخل الوسط الفني المغربي، هو أن البطاقة الممنوحة لا تحدد الانتماء الفني لصاحبها بعد تعميم كلمة فنان، فهل هو معني أو مؤلف مسرحي أو ملحن أو كاتب كلمات أو عازف أو ممثل أو مغني وملحن وكاتب كلمات في نفس الوقت، وهل هو رسام أم باحث موسيقي أو أستاذ آلة موسيقية، وما إلى ذلك من الصفات المرتبطة بالميدان الفني وما أكثرها وهل الأمر يقتصر على المتعاملين مع أجهزة الإذاعة والتلفزيون أم غيرهم من الفنانين العاملين بالحانات والمهرجانات المختلفة. فهذه كلها أسئلة مطروحة تحتاج إلى أجوبة دون نسيان فرق بما يسمى الشباب التي بدأت تطالب هي الأخرى بأحقية الحصول على هذه البطاقة. وكون أن الأمور الحالية تعد بتشيكات آتية لا محالة في أمر هذه البطاقة فما نخشاه بعد تحقيق هذا المكسب التي يثبت هوية الفنان هو حدوث انشقاقات داخل الوسط الفني المغربي وربما ظهور تكتلات نقابية جديدة مضادة لفئات معينة لم تطلها عملية الحصول على البطاقة «السحرية» التي اعتبر بعض الفنانين المعروفين أنهم أقوى وأمتن منها وتاريخهم الفني شاهد على فنيتهم بدون بطاقة. ولعنا أمام هذه العواصف التي هبت مع بروز هذه البطاقة في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى ضرورة توحيد كلمة الفنانين الحقيقيين في ما بينهم لتقوية صفوفهم وحماية مهنتهم من الميوعة والدخلاء. كما أن الإدارة المغربية وجمعيات المهرجانات التي تتصاعد وتيرتها ببلادنا ملزمون بالتعامل مع المهنيين الحقيقيين من الفنانين لا مع ممتهني حرف أخرى أو موظفين بقطاعات أخرى ينالون عليها أجراً أو محترفي تجارات يكسبون منها. إن البطاقة ليست هي التي ستمنح صاحبها الإبداع وجودة الإنتاج، بل الفنان هو الأصل والبطاقة استثناء والفائدة كما يقول المثل الشعبي «فلقيه سحنون وليس في النون» لذلك فنحن نرى أن على الوزارة الوصية (الثقافة) واللجنة المشرفة الحرص الشديد على منح هذه البطاقة التي يجب أن تسلم لمستحقيها وفق تصنيفات تحدد قيمة وعمل وجهد كل فنان والحقيقي على وجه الخصوص. محمد بلفتوح