اعتبرت مصادر من الحركة الشعبية أن الأمانة العامة للحزب ما فتئت تخلق «مزيدا من الغموض وعدم توضيح السياسة الحزبية»، بقصد تطبيق سياستها القاضية بإقصاء الأصوات المعارضة واستقطاب الموالين والرافضين لمبدأ تداول المهام الحزبية داخل أجهزة الحزب. وكان حزب الحركة الشعبية عقد يوم السبت الماضي لقاء تشاوريا مع منسقي الحزب الإقليميين والنواب الحركيين داخل الغرفتين البرلمانيتين، من أجل التدارس بشأن الاستعداد للانتخابات الجماعية الصيف المقبل، وهو اللقاء الذي عرف ملاسنات بين أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب والأمين العام امحند العنصر، بعدما رفض هذا الأخير تمكين العضو من إلقاء كلمة في الاجتماع، بمبرر أنه ليس له الحق في ذلك وهو ما جعل عضو المكتب السياسي ينعت الحزب بأنه يسيره «الموسخين»، مما حذا بالمحجوبي أحرضان، رئيس الحركة الشعبية، إلى التدخل لتهدئة الوضع بعدما رافق العضو المحتج إلى خارج قاعة الاجتماع. وأضافت مصادر «المساء» أن الاجتماع الأخير الذي حضره عدد من أطر الحزب لم يحسم في ما إذا كانت مهمة منح التزكيات للمرشحين لخوص الاستحقاقات المقبلة ستكون من اختصاص المنسقين الجهويين أم إن ذلك سيعود مباشرة للجنة التي أشرف الاجتماع نفسه على منحها صلاحيات واسعة بخصوص التزكية، وهي اللجنة المكونة من تسعة أشخاص، وهو ما يجعل الحركيين أمام غموض بيّن يسعى أصحابه إلى جعله واقعا داخل الحزب من أجل تمرير سياساتهم القائمة على المحاباة ومنح التزكيات للأشخاص المقربين والمعارف، تقول المصادر. إلى ذلك نفى الناطق الرسمي لحزب الحركة الشعبية وعضو المكتب السياسي سعيد أمسكان أن يكون هناك أي غموض في مسألة اشتغال الحزب على الاستعداد للانتخابات، وأن ذلك لا يعدو أن يكون مجرد إشاعات، مضيفا أن لجنة التسعة أشخاص هي المكلفة باختيار المنسقين الذين تم اختيارهم بناء على عدد من المقاييس التي تم التوافق بشأنها. وأكد أمسكان، في تصريح ل«المساء»، أن هناك من الأصوات من ليست لديها الكفاءة المطلوبة لتقلد منصب المسؤولية داخل هياكل الحزب، وهي التي قد تكون وراء تسريب مثل هذه الشوشرة والأقاويل العارية عن الصحة، مشيرا إلى أن أجهزة الحزب وهياكله قادرة على استيعاب كل الآراء ومنها المعارضة أيضا لطريقة التسيير، يقول أمسكان، قبل أن يختم بأن هؤلاء المستقيلين أو المطرودين من الحزب يستغلون تعاطي الصحافة معهم من أجل بث وترويج خطابهم التيئيسي ضد حزب يشتغل بكيفية عادية استعدادا للاستحقاقات المقبلة.