للسنة الثانية على التوالي يخفق فريق الوداد البيضاوي في الظفر بكأس دوري أبطال العرب في كرة القدم في صيغتها الجديدة, الاولى كانت أمام وفاق سطيف الجزائري والثانية أول أمس الخميس أمام الترجي التونسي بتعادله معه في مبارة إياب الدور النهائي للنسخة السادسة1 -1 وبالتالي تتويج عميد الأندية التونسية باللقب العربي بحكم فوزه على الوداد ذهابا1 -0 . ومما لا مراء فيه أن الفريق المغربي أهدر فرصة التتويج بالكأس العربية في مباراة الذهاب التي خسرها بهدف دون مقابل حمل توقيع النيجيري مايكل إينرامو , فحاول في الإياب أن ينزل بكل ثقله لتدارك الموقف وانتزاع الكأس من قلب ملعب رادس ليضيفها إلى الكأس التي كان قد فاز بها في النظام القديم سنة1989 . وجاء ت المباراة رتيبة إلى درجة الملل وغابت فيها الفرجة والتشويق والمسحات التقنية واللمسات الفنية من الطرفين , كما طغى عليها النهج التكتيكي للمدربين المغربي بادو الزاكي والتونسي فوزي البنزرتي ,حيث تكدس لاعبو الفريقين في وسط الميدان باعتمادهما خطة3 -5 -1 ووجد كل منهما صعوبة في اختراق خط دفاع الفريق المنافس . وضغط الترجى بقوة بحثا عن تأكيد امتياز نتيجة مباراة الذهاب في الدارالبيضاء لكنه أخفق في تسجيل الأسبقية بعد إهدار إينرامو ضربة جزاء (د15 ) بعد تصدى الحارس الودادي نادر المياغرى لها ببراعة . وكانت العمليات الهجومية للفريقين في الجولة الأولى خجولة وتفتقر إلى الدقة والنجاعة لاسيما من قبل الفريق التونسي الذي كان يبحث بكل الوسائل عن هدف الاطمئنان لكنه وجد صعوبة فى اختراق دفاع الوداد الذى كثف تغطيته وسد المنافذ أمام لاعبى الترجى قبل أن يفتحها في آخر المباراة ويهدي الفريق التونسي ضربة جزاء ثانية ما كان ليرتكب الخطا الذي تسبب فيها. وتحسن آداء الفريقين معا نسبيا فى الشوط الثانى وغلب الاندفاع البدنى على اللعب من الجهتين حيث توقفت المباراة أكثر من مرة لفض الاشتباكات التي كانت تنشب بين اللاعبين . وكانت أبرز فرصة للتهديف قد أتيحت لرفيق عبد الصمد في الدقيقة48 حينما سدد الكرة جانبا فى محاولة هى الأبرز لهجوم الوداد رد عليها مهاجم الترجى اينرامو بتسديدة قوية لكن الحارس الودادي نادر المياغرى سيطر على الموقف (د52 ) ,بيد ان رد فعل الوداد لم يتأخر كثيرا حيث توغل فريد طلحاوى في المنطقة المحرمة ليعرقله مدافع الترجى الغيني جانفيي باسيلا ويعلن الحكم دون تردد عن ضربة جزاء أفلح رفيق عبد الصمد فى تجسيدها إلى هدف ( د65 ) ولتبدأ وقتها المقذوفات بشتى أشكالها تتهاطل على أرضية الملعب وخاصة على كرسي احتياط فريق الوداد الذي احتج على سوء التنظيم في أكثر من مناسبة , ناهيك عن سوء معاملة بعض رجال الأمن لجمهور الوداد إلى حد أن عددهم أصبح يفوق عدد مشجعي الفريق الأحمر والأبيض .( ومع مرور الوقت كثرت الاحتجا جات على قرارات الحكم الاماراتي الذي فلتت المباراة من بين يديه ,ولم تعد البتة تحت سيطرته . ومما زاد الطين بلة طرده مهاجم الفريق المغربي الدولي مصطفى بيضوضان في الدقيقة75 بعدما أشهر الحكم في وجهه البطاقة الصفراء الثانية لتأخذ المباراة منعرجا آخر . وفي العشر دقائق الأخيرة كثف الترجي ضغطه على مرمى الحارس نادر المياغري وسنحت له عدة ضربات أخطاء وضربات زوايا لكنه عجز عن التهديف حتى الدقيقة86 بعدما حصل إينرامو على ضربة جزاء ثانية له والثالثة في المباراة نجح أسامة الدراجي (لاعب الموسم في تونس) في تنفيذها ليمنح هدف التعادل لفريقه وبالتالي تتويجه بطلا للعرب ليطلق جمهور الترجى العريض من وقتها احتفالاته بموسم تتوجياته في ذكراه التسعينية ,بدء بكأس اتحاد شمال إفريقيا للاندية الفائزة بالكأس فلقب البطولة التونسية ثم دوري أبطال العرب أو جائزة المليون دولار , علما بأنه سبق له شأنه في ذلك شأن الوداد الفوز بالكأس في نظامها القديم عام1993 والكاس العربية الممتازة عام1996 . وبعد أن قاده على الصعيدين الاقليمى والقارى إلى الظفر بكأس الأندية العربية البطلة عام1993 وكأس إفريقيا للأندية البطلة في السنة الموالية والكأس الافريقية الممتازة عام1995 نجح المدرب فوزى البنزرتى في قيادة فريق »باب سويقة« مجددا الى منصة التتويج بكأس دوري أبطال العرب . واعتبر بادو الزاكي مدرب فريق الوداد أن الحكم الاماراتي علي البدوي » أفسد المباراة » ,وشاطره الرأي الناطق الرسمي باسم الوداد محمد الباتولي الذي قال إن مظلمة التحكيم اليوم تسيء إلى التحكيم العربي وإلى الاتحاد العربي لكرة القدم المشرف على تنظيم هذه المسابقة . وإذا غابت الفرجة والاثارة والتشويق عن المباراة ,فإن الأمر الملفت والذي طغى على مجرياتها هو سوء التنظيم سواء على أرضية الملعب أو في المدرجات ,بل حتى في منصة الصحافة التي لم تسلم هي الأخرى من الرشق بمختلف المقذوفات. وضربت الفوضى أطنابها عقب المباراة ,حيث نزل عشرات المتفرجين إلى أرضية الملعب للاحتفاء بتتويج الفريق التونسي في الوقت الذي عاني فيه الصحفيون الأمرين ومنعوا من ولوج المنطقة المختلطة لاستيقاء تصريحات بعض اللاعبين . وازدادت معاناة الصحفيين المغاربة مع أعضاء المكتب المسير لفريق الوداد ,الذين تعاملوا معهم بخشونة ولم يسمحوا بأداء واجبهم المهني ,وهو ما خلف استياء ظاهرا في أوساط الاعلاميين المغاربة والتونسين على حد سواء.