تستبد حالة من الهدوء الحذر و التوتر بساكنة مدينة فجيج في أعقاب مواجهات عنيفة استعملت فيها العصي والهراوات بين مجموعتين من الشباب المنتمين لقصري زناقة والحمام الفوقاني المتنازعين حول ملكية بقعة أرضية. و أكدت مصادر من عين المكان أن قوات للتدخل السريع أضطرت مساء أول أمس الثلاثاء للتدخل بحزم لتفريق المشتبكين بالعقار موضوع النزاع و إخلائه ، كما عمدت الى رفع خيمة نصبت قبل شهرين مقابل باشوية المدينة من طرف ساكنة القصر الفوقاني لتنفيذ اعتصام مفتوح . في الوقت الذي عاين فيه شهود عيان تصاعد أعمدة النيران من إطارات عجلات محترقة بالطريق الرئيسية المؤدية من وسط المدينة الى قصور فجيج وانقطاع حركة المرور بها لساعات . و تضاربت المعطيات و الآراء حول الأسباب المؤدية للاشتباكات العنيفة و أرجعها بعضها الى تطور ملاسنات كلامية بين شبان ينتمون للقصرين المتناحرين الى قصف مبادل بالحجارة و هو ما أثار حفيظة و حمية عشرات الأفراد الآخرين الذين تدخلوا من كلا الطرفين لمساندة ودعم أحد الجانبين المتصادمين . و تحدثث مصادر العلم عن وقوع جرحى و إصابات نقلت الى مستشفى بوعرفة مقر عمالة الاقليم ، و أكدت أن الوضع مرشح للتصعيد و الانفلات في أي لحظة في حين أعلن مسؤول أمني أن تدخل الفرق الأمنية الحازم لفك الاشتباك مكن من التحكم في الوضع الأمني مؤقتا دون تسجيل إعتقالات أو إصابات لفسح المجال أمام جولة جديدة من المفاوضات ينتظر أن تجمع البارحة فرقاء الصراع باشراف مباشر من عامل الاقليم. وكانت ساكنة فجيج قد تنفست الصعداء قبل زهاء الأسبوع بعد تمكن وساطة حبية بادرت بها شخصية فجيجية وازنة حلت بالواحة من إخماذ فتيل التصعيد المتنامي و الذي ظل يندر بمواجهات دامية بين فرقاء الصراع حول بقعة أرضية تحول في ظرف أقل من شهر الى وضع منذر بالمزيد من الاحتقان. و تمكنت إرادة الشخصية الفجيجية التي تقطن بالرباط من انتزاع " قرار هدنة " سرعان ما تبخر من طرف طرفي الخلاف المتصاعد يبادر من خلاله المعتصمون بمقر باشوية فجيج منذ منتصف أبريل الماضي بفك الاعتصام في مقابل إلتزام أهالي قصر زناقة بتوقيف الأشغال الجارية بالأرض موضوع النزاع لفسح المجال أمام جلسات الحوار و التفاوض للوصول الى حل مرضي لجميع الأطراف من شأنه تجنيب الواحة التاريخية مواجهات قبلية هي في غنى عنها و تفويت الفرصة للمتربصين بالملف من أجل تحقيق أهداف سياسية ترمي الى ضرب أجواء الاستقرار و التعايش التاريخي المعهود بالمنطقة الحدودية الحساسة. وتوقعت مصادر (العلم) أن يتم التوقيع مجددا على محضر رسمي من طرف الجهات المتنازعة و تشكيل لجنة للتحاور في مصير القطعة الأرضية المدعوة ببغداد / تيقورار البالغ مساحتها 542 هكتار تقريبا و التي شكلت لأكثر من عقد موضوع نزاع حول نصيب كل قصر من القصور الستة المتجاورة منها.