إزداد طاروس ابراهيم بأحد دواوير قبيلة إسافن المولوعة بالموسيقى وقد دخل ميدان الفن سنة 1988، إلتقى بالعديد من رواد الفن الامازيغي مثل دّا سعيد ايت ابراهيم الذي ينظم الشعر الارتجالي. ويتذكر طاروس الآن «أسايس» الذي قال إنه فضاء وحلبة لممارسة كل انواع الفرجة الأمازيغية، «أسايس» بالنسبة له مكان لتقديم الفرجة الأمازيغية بأنواعها كإنفلاس و«لامين». ويتم تقديم هذه العروض بالأمازيغية العادية ولو أنها تتضمن في معظمها مايسمى «قن غاك تيني» ويعني ذلك إنهاء أو تلخيص الموضوع الذي يتحدث عنه بشكل قطعي. وهذا التقليد يكاد يعم كل المناطق السوسية، في آيت باها مثلا هناك العديد من الشعراء كعبد الله بوكاد، أوبودا والحاج بلعيد. ولهؤلاء الشعراء داخل المجتمع أدوار تربوية وتثقيفية واجتماعية بحيث كان أسايس بمثابة جهاز التلفاز بل اعتبر مدرسة لها ضوابطها وقواعدها التي تحتكم إليها. ويعزف طاروس الآن على آلة الكنبري أو ما يصطلح عليه بالهجهوج، ولم يلج أي معهد ليتلقى دروسا في العزف على هذه الآلة، ولكنه استطاع إتقان هذا عبر تعامله معهاخارج المعاهد والمدارس. اشتغل طاروس إلى جانب عبد الكبير شوهاد وأخيه علي شوهاد، وبفعل الاحتكاك مع مثل هذين الفنانين صقل موهبته بالاضافة إلى تعامله مع ابراهيم ارشاش والهراس. ويعترف بأن دخوله إلى عالم الموسيقى تحكمت فيه الصدفة. يقول طاروس إن ولعه بآلة الهجهوج يرجع إلى تشابه النغم الذي تحدثه هذه الآلة مع صوت «الكانكا» في أحواش. ولايؤمن بعلاقة الموسيقى بعالم الأرواح ويعتبر هذا المجال مثله مثل كافة الفنون. وكما يعلم الجميع «فأسايس» هو مكان لما يسمى ب«أنعبار» وهو المبارزة الشعرية فقد تبارز طاروس مع اكرام ومع احمد عصيد الذي يكن له الاحترام والتقدير. ولم يسبق له ان مارس «انعبار» مع شاعرات مؤكدا أن قبيلته لاتضم نساء شاعرات. بدليل أن جميع الأسر محافظة وتقليدية. ووقف من خلال حد يثنا معه عند أحد إيقاعات الفنان «الدرس» وقدم احد نماذج هذه الإيقاعات بقوله: - أبسم الله اوالرحمن اونبدا سرس - تتسا كشمع اد لفرح دخليغ - نتانبدو أر دخليغ - نتسانقن غ اروى نكروسرس - ابسم ا لله ربي غوريخ نرجى نون. - ايور إفلوا ليس التعاشرح. ويتحسر طاروس على ضياع الكثير من مثل هذا الشعر لانعدام الامكانيات لتحصينه والحفاظ عليه بالاضافة إلى عدم تشجيع هؤلاء الشعراء من أجل المزيد من العطاء والابداع.