* الرباط: عبد الناصر الكواي أدان مفتي القدسوفلسطين، الشيخ محمد محسن، ما تتعرض له المدينة المقدسة والمسجد الأقصى من حصار سياسي واجتماعي واقتصادي، يهدف إلى تهويد المدينة وطمس هويتها العربية التي تمتد لأكثر من ستة آلاف سنة، والإسلامية الممتدة على لأزيد من ألف وأربعمائة سنة، وهو ما ندد به محسن، خلال مؤتمر صحافي بالرباط، مشيدا بالدور التاريخي والريادي للمغرب والمغاربة في دعم صمود الشعبي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الماضي في مخططاته على قدم وساق، غير أنّ الحضارة العربية الإسلامية تفرض أصالتها على حد وصفه. وشدد المفتي الذي كان يتحدث في مقر سفارة فلسطينبالرباط، عشية الخميس المنصرم، على أن الدولة العبرية تعمل منذ احتلال القدس سنة 1967 على نزع هويتها العربية الفلسطينية والإسلامية من رفض إداري لأي حق للفلسطينيين بالاستمرار في خدمة المدينة، بل إن من غاب عن المدينة من هؤلاء لمدة تتجاوز ثلاث سنوات تُسحب منه الإقامة ما جعل مجموعة من العائلات لاجئة في دول عربية وأجنبية، ثم ضمت المدينة المقدسة معتبرة إياها بشطريها الشرقي والغربي عاصمة للكيان الإسرائيلي، كما عمدت لتغيير أسماء الشوارع والحارات، وتطويق المدينة. وشجب محسن، هدم السلطات الإسرائيلية حارةَ المغاربة وتحويلها لما يُسمى ساحة المبكى، والحقيقة، يقول الشيخ، إن كل معالمها من مساجد وبيوتات وزوايا هي مغربية عربية. وكشف المفتي الذي يُشارك في الدروس الحسنية، كيف أنّ الجدار العازل الذي أقامه الكيان المحتل فرق بين العائلات الفلسطينية، وضرب اقتصادها وأضر بتجارتها، فضلا عن الحفريات المتواصلة التي تؤدي المجسد الأقصى والمآثر الإسلامية والمسيحية في المدينة، واعتبر أن كل ما يقوم به الاحتلال يُظهر صورته البشعة أمام العالم، والزائر للمدينة يرى أن كل شيء فيها يشهد على عروبتها، مهما فعل المغتصب الذي وصل حد محاول تزوير حتى الأكلات الفلسطينية ونسبتها لنفسه، بيد أن كل ذلك يفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني. واستشهد مفتي الديار الفلسطينية، بقرارات اليونيسكو التي تدعم عروبة وإسلام مدينة القدس، وتقول بكون المسجد الأقصى هو مكان للمسلمين، معتبرا هذه المدينة "متحفا للحضارة العربية الإسلامية الأصيلة لا يمكن لمعول الاستعمار أن يهدمها أو يؤثر على هويتها الأصلية". ووجه مفتي القدس رسالة استنجاد للمغاربة واصفا إياهم بالإخوة الأصلاء للشعب الفلسطيني وهم أصحاب القضية، كما دعا كافة مكونات الأمة العربية والإسلامية لنُصرة القدس في مواجهة الهجمة الصهيونية التي تروم طمس الحضارة والهوية في أولى القبلتين وثالث الحرمين.