استنكر الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس الهجمة المنظمة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس بهدف تهويدها وفصلها عن محيطها الفلسطيني ومحاصرتها بالمستوطنات، في محاولة لتزييف التاريخ وسرقة الحضارة وتسويق الإدعاءات الكاذبة حول حقوقهم فيها. وقال سلامة : إننا نقرع اليوم أجراس الخطر أمام أبناء الأمتين العربية والإسلامية، لأن خطوات التهويد المتسارعة للمدينة المقدسة، تسير بتنسيق كامل بين حكومة الاحتلال وأثرياء اليهود في العالم حيث تم تخصيص ميزانية جديدة إضافة للميزانيات الأخرى، وهذا يدل دلالة واضحة على مدى استهدافهم للمقدسات في القدس، كما قاموا بخطوة مشتركة تهدف إلى تحقيق أمرين وهما : الأول : تهجير الفلسطينيين من مدينة القدس فهم لا يريدون أحداً من المقدسيين داخلها، حيث إنهم يدعمون الاقتصاد الإسرائيلي وفي نفس الوقت يهدمون الاقتصاد الفلسطيني بشكل مستمر، كما أنهم يُقيمون البُنَى التحتية للمستوطنين الإسرائيليين ويُضَيّقون في نفس الوقت على الوجود الفلسطيني المقدسي داخل المدينة المقدسة. والثاني: سعيهم المتواصل لاستكمال تهويد القدس بشكل كامل وخاصة منطقة حائط البراق، حيث إن المخططات توضع يوماً بعد يوم بهدف طمس جميع المعالم العربية والإسلامية في المدينة المقدسة من خلال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، وفي نفس الوقت هدم البيوت الفلسطينية في سلوان وشعفاط والشيخ جراح ورأس العامود وسائر أنحاء المدينة المقدسة. واعتبر الشيخ سلامة أن عقد جلسة لحكومة الاحتلال أمس الأحد في ساحة مسجد القلعة بالقرب من باب الخليل بالقدس يُعد انتهاكاً صارخاً بحق مسجد من مساجد القدس واعتداء واضح على معلم تاريخي إسلامي في المدينة المقدسة ، فأرض فلسطين وقف إسلامي لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومما يدلل على أهميتها الدينية أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لم يذهب بنفسه لاستلام مفاتيح مدينة سواها. كما وندد الشيخ سلامة بالممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمتمثلة بتطبيق سياسة التطهير العرقي بحق المواطنين الفلسطينيين في المدينة المقدسة، كاشفًا عن المخاطر الحقيقية التي تهدد عشرات الآلاف من المقدسيين بفقدانهم حق الإقامة في مدينتهم المقدسة . كما واستنكر الاقتراح الذي تقدم به أحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي اليوم الاثنين لسن قانون لتهويد أسماء الأحياء العربية في القدسالمحتلة ، ومنع استعمال الأسماء العربية في الوثائق ووسائل الإعلام الرسمية في خطوة جديدة من مسلسل تهويد المدينة المقدسة. وقال سلامة : إن ما يحدث في المنطقة العربية من أحداث وتغييرات يجب أن يكون لها الأثر الواضح والصريح في دعم القدس والمقدسيين في مواجهة آلة البطش الإسرائيلية، لأننا على ثقة بأن قضية القدس والمقدسات هي قضية الشعوب العربية والإسلامية دون منازع ، وأن انتصار الشعوب العربية سيعجل في إنقاذ المدينة المقدسة من براثن الاحتلال، فالشعب الفلسطيني ثابت فوق أرضه، منغرس فيا ، لن يتركها مهما كانت المؤامرات. وبين سلامة أن مدينة القدس مهوى أفئدة المليار ونصف المليار مسلم في جميع أنحاء العالم ، وكذلك ملايين المسيحيين في شتى أنحاء المعمورة، لذلك فإن الواجب الديني والحضاري عليهم جميعاً أن يدافعوا عن المدينة المقدسة وألا يتركوها وحيدة أمام الهجمة الشرسة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح مساء. وناشد الشيخ سلامة الأمتين العربية والإسلامية بضرورة التحرك الجاد والسريع لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس قبل فوات الأوان، وإلي ضرورة تعزيز صمود المقدسيين من خلال تفعيل قرار مجلس الجامعة العربية بدعم صمود المقدسيين في جميع المجالات التعليمية والصحية والخدماتية والإسكانية وكذلك شرائح التجار والعمال والطلاب كي يبقوا مرابطين في المدينة المقدسة .