استنكر الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم بهدم فندق شيبرد في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، حيث قامت الجرافات والآليات الإسرائيلية بهدم الفندق في الساعات الأولي من صباح اليوم الأحد، وذلك لإقامة عشرات الوحدات الاستيطانية بدلاً منه، على أن يتم إنشاء عشرين وحدة استيطانية كخطوة أولي في محاولة لاستيعاب عدد من العائلات اليهودية القادمة من الخارج . واعتبر الشيخ سلامة جريمة الهدم التي قامت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي حلقة من حلقات الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس، حيث عمدت إلي خطة استيطانية لتزييف المشهد الحضاري والتاريخي في مدينة القدس من أجل إضفاء الطابع اليهودي على سائر أنحاء المدينة المقدسة . وبين سلامة أن ملكية فندق شيبرد تعود لعائلة الحسيني المقدسية، حيث كان الفندق مقراً لسماحة مفتي فلسطين المرحوم الحاج أمين الحسيني رحمه الله، وهذا يعطي الفندق مكانة تاريخية هامة . وشدد سلامة على أهمية الفندق حيث إنه يقع في حي الشيخ جراح، هذا الحي الذي تعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تهويده بالكامل منذ فترة طويلة وما قصة أم كامل الكرد عنا ببعيد، كما أن هذه المخططات تهدف إلي عزل الحي عبر إقامة حزام استيطاني حوله وفصل القدس القديمة عما حولها . وندد سلامة ببيع سلطات الاحتلال الإسرائيلي فندق شيبرد للمليونير الأمريكي اليهودي ميسكوفيتش تحت حجة أملاك الغائبين، فمن المعلوم أن ميسكوفيتش عمل على إقامة العديد من المستوطنات داخل مدينة القدس مثل مستوطنة جبل أبي غنيم،و يعمل على إقامة مستوطنة في حي رأس العامود، وكذلك في أماكن أخري، كما أن تنفيذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي لقانون أملاك الغائبين في المدينة المقدسة يهدف إلي طرد الفلسطينيين من مدينتهم وأرضهم، ووضع يدها على أملاك المقدسيين، حيث سبق لسلطات الاحتلال تطبيق ذلك في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948م ،مبيناً أن هذه الأملاك لها أهلها وأصحابها الذين يملكونها، وأن ذلك مثبت في شهادات الطابو، لكن سلطات الاحتلال تعمد إلي هذا الأسلوب للإستيلاء على عقارات وأملاك المواطنين الفلسطينيين ومصادرتها لصالح المستوطنين ، فمدينة القدس تتعرض في هذه الأيام لمجزرة إسرائيلية كبري تستهدف الإنسان والمقدسات والحضارة والتاريخ في هذه المدينة المقدسة . ودعا سلامة أبناء الأمتين العربية والإسلامية إلي ضرورة دعم المقدسيين في جميع المجالات وخاصة الإسكان والتعليم والصحة وكذلك فئات التجار والعمال والطلاب كي يبقوا مرابطين فوق أرضهم المباركة. كما ووجه نداء استغاثة للأمتين العربية والإسلامية أن أدركوا المدينة المقدسة وقلبها المسجد الأقصى المبارك قبل فوات الأوان، فسلطات الاحتلال تعمل على تزييف الحضارة والتاريخ، كما تعمل على تزييف المشهد الديموغرافي بالمدينة فماذا أنتم فاعلون أيها العرب والمسلمون ؟! . وناشد سلامة جميع أحرار العالم بالوقوف ضد الإجراءات الإسرائيلية التي طالت كل شئ في المدينة المقدسة، كما وناشد جميع الجهات الدولية وخاصة منظمة اليونسكو بضرورة المحافظة على الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية .